دب الطفلفي العالم العربي
-بعد أدب المرأة ها أنا ذا أحط الرحال في رحاب أدب الطفل... فاردا له صفحات رحبة وصدر مليء بالحنين... إلى هذا العالم الحالم الساحر الذي رافقنا منذ أيامنا الأولى من حياتنا... عبر الهدهدات والأغاني والحكايات والأناشيد وآلاف الصور الصامتة المرافقة لقصص المغامرات الحلوة لتنتهي بنا ومع حضور الشاشة الكبيرة والصغيرة في حياتنا الاجتماعية إلى صياغة شبه كاملة لمعتقداتنا الروحية ومفاهيمنا الأخلاقية وحسنا الوطني، لتنتهي بنا ومع تقدم العلوم ومصادر البحث وتوسع دائرة الاختلاط بالآخر (الأجنبي) عبر البوابة الجديدة الأكثر سحرا وتأثيرا ألا وهي الاتصالات السلكية واللاسلكية الحديثة (البث الفضائي للقنوات التلفزيونية وأجهزة الحاسوب والانترنت) إلى ثقافة عالمية مشتركة قد تصل بنا في يوم من الأيام إلى وحدة بشرية في غاية الذكاء والدهاء وحسن التخطيط والتدبير والمعرفة في مقابل كون واسع مترامي الأطراف يشكل الحلبة البديلة والأوسع ضمن حلبات وحلقات الصراع والبحث والتثقيف والتربية المستقبلية.
-إذا البداية هي التربية التي تخص الطفل وبإشكالها المختلفة السمعية والبصرية والإيحائية وما تشمله من أدوات التثقيف والتي اجمع المختصون على تسميتها بأدب الطفل.
وحتى لا ابتعد كثيرا عن مجال موقعنا موقع القصة السورية وافقد زمام الاختصاص بالقصة سأحاول قدر المستطاع السباحة في مياه عالم قصة الأطفال الهادئة... ويسعدني رفقة كل هاو وعاشق لهذا الفن الساحر للخوض معهم هذا اليم الغني بالمغامرات والمفاجآت وكل أنواع المعارف والعلوم... أو قد نكتفي بالتنزه في حدائقها الغناء الحالمة رفعا لحرج البعض ممن لا يجيد السباحة... فأهلا وسهلا بكم جميعا في حديقة الحياة البديعة... حديقة وجنة الأطفال.
-لا يخفى عليكم أصدقائي الأعزاء بان أدب الطفل هو أدب عام شامل عايش ورافق -ولا زال- كل منا... وهو يسكن كل خلية من خلايا وعينا الظاهر منها أو الباطن، يحافظ وبشيء من الإصرار والإخلاص والكبرياء على موروثنا الاجتماعي والأخلاقي والروحي.
ولا يحتاج كأداة للتربية والتعليم والحفظ أكثر من قول أو فعل أو حكاية ممن هم اكبر سنا وأكثر دراية وخبرة وحكمة لتداول وتواصل هذا الإرث. وهو بمتناول الجميع وليس حكرا على احد.
ومن هذا المنطلق حاولت قدر المستطاع جمع ما استطعت الوصول إليه من دراسات وبحوث وقراءات -وهي على جانب كبير من الأهمية- لألقي الضوء من خلالها على هذا الأدب الرائع والذي هو أصل وسبب فشلنا أو نجاحنا... تعثرنا أو تفوقنا...انهزامنا أو انتصارنا في كل خطوة أو جهاد أو معركة قد نخوضها في هذه الحياة.
هذا بالإضافة إلى مئات القصص والحكايات والقصائد والأغاني والنصوص والتي تهتم بالجانب الطفولي الحالم البريء لأي منا... توعيه... تعلمه... تؤدبه... تثقفه ...وتغنيه... وبعد كل هذا أليس في كل منا بعض من مشاعر وقلب طفل حالم مفعم بالحيوية والنشاط يحبو بحرية ودعة واطمئنان!؟. أعتقد ذلك.
أرجو أن أكون قد وفقت. مع أطيب تحياتي