كتب فاطمة أبوشنب ٢١/ ٤/ ٢٠١١
باشرت نيابة السلام تحقيقاتها فى اتهام ضابط شرطة مع سجين هارب من «وادى النطرون» وعاطل فى سرقة سيارة فاخرة والشروع فى قتل قائدها، حيث تبين من التحقيقات التى أجراها أكرم مهنا، رئيس النيابة، أن الضابط كان زميل دراسة للسجين، وتقابل معه عدة مرات بعد هروبه فى الأحداث الأخيرة، ويوم الحادث طلب منه توصيله إلى قسم الشرطة الذى يعمل فيه بالسيارة التى استأجرها من أحد المعارض، وأثناء توصيله وبصحبتهما آخر شاهدوا «حدثاً - ١٦ سنة» يستقل سيارة «هامر»، فقرروا سرقتها وطاردوا الصغير وأطلقوا عليه الأعيرة النارية. ألقى القبض على الضابط والسجين وتمت إحالتهما إلى النيابة التى قررت حبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيقات ووجهت لهما تهمتى السرقة بالإكراه والشروع فى القتل وأمرت بضبط وإحضار المتهم الهارب.
وكشفت التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار مصطفى خاطر، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، أن المجنى عليه محمد فايز سليمان «١٦ سنة» كان يقود سيارة والده «الهامر» قرب مسكن الأسرة فى شارع جمال عبدالناصر بمدينة السلام، وفوجئ بـ٣ أشخاص يستقلون سيارة ماركة «كيا سيراتو» يقطعون الطريق عليه، محاولين سرقة السيارة منه، فحاول الإفلات منهم إلا أنهم واصلوا مطاردته، فهبط من السيارة بعد إغلاقها وأسرع هاربا، فأطلقوا عليه الأعيرة النارية وأصيب بطلق فى اليد وآخر فى البطن خرج من الظهر، وسقط المجنى عليه أرضا، مغشيا عليه غارقا فى دمائه وتم نقله إلى المستشفى وأجريت له جراحتان.
واعترف السجين فى التحقيقات تفصيليا بالواقعة، وقال إنه هرب من سجن وادى النطرون فى الأحداث الأخيرة، حيث كان مسجوناً لتنفيذ حكم صادرضده من محكمة الجنايات بالسجن «١٠ سنوات» لاتهامه بالاتجار فى المواد المخدرة، وإنه على علاقة بالضابط منذ سنوات طويلة، حيث إنهما زميلان منذ أيام الدراسة فى الثانوية العامة، وكان على اتصال به وقرر الخروج بصحبته بعد هروبه، ويوم الحادث اتصل به وأخبره بأنه استأجر سيارة وسوف يتنزه بها، وأن الضابط أخبره بأن سيارته حدث بها عطل وطلب منه توصيله إلى القسم الذى يعمل به وكان بصحبته آخر.
أضاف المتهم فى التحقيقات أنهم أثناء سيرهم بالسيارة شاهدوا المجنى عليه يستقل سيارة «هامر»، فعرض على الضابط وزميله سرقتها وتقطيعها وتقسيم ثمنها، ووافق الضابط وزميله على العرض، وأخرج الضابط سلاحه الميرى واستخدمه المسجل فى إطلاق الأعيرة النارية على المجنى عليه، وتمكنوا من إصابته وسرقة السيارة.
وأنكر الضابط فى التحقيقات الاتهامات المنسوبة إليه، وصلته بالمتهم الأول، وقال إنه كان يعمل فى قسم شرطة عين شمس - دائرة سكن المتهم- الذى سبق حبسه داخل القسم، وإن إدلاءه ببياناته كاملة فى التحقيقات تصفية حسابات معه، وأنهى كلامه فى التحقيقات بعدم صحة الواقعة وأنه تم نقله مؤخرا من القسم فى حركة تنقلات الداخلية للضباط.
قال المقدم وليد حماد، رئيس مباحث قسم السلام أول، فى التحقيقات التى أجراها خالد لطفى، وكيل أول النيابة، إنه تلقى بلاغاً من والد المجنى عليه بقيام مجهولين بإطلاق اعيرة نارية على ابنه وإصابته، وسرقة سيارته، وأفادت التحريات التى أجراها بأن وراء ارتكاب الواقعة هارباً من سجن وادى النطرون، وضابط شرطة وعاطلاً، ودلت التحريات على أن السجين استخدم سلاح الضابط فى إطلاق الأعيرة النارية وإصابة المجنى عليه، وأشار فى التحقيقات إلى أنه تم العثور على السيارة المسروقة إلى جوار معرض سيارات فى منطقة عين شمس وقال صاحب المعرض إن المتهم الأول استأجر سيارة «كيا سيراتو» وعند تسليمها فوجئ به يوقف السيارة المضبوطة إلى جوار المعرض.
ومن داخل المستشفى فى مصر الجديدة التقت «المصرى اليوم» المجنى عليه محمد فايز، حيث تبين أنه أصيب بكسر فى ذراعه اليسرى نتيجة اختراق الرصاص لها، وجرح نافذ فى البطن والظهر نتيجة اختراق طلقة أخرى بطنه وحالته استقرت، وقال المجنى عليه إن والده اشترى السيارة يوم الحادث وقام بإيقافها أسفل العمارة سكنهم فى شارع جمال عبدالناصر وأعطاه مفتاحها لرؤيتها واستقلالها لشراء عشاء من منطقة سكنه وبعد عودته وأثناء إيقافه السيارة فوجئ بشخص يفتح باب السيارة الأمامى ويحاول إلقاءه منها وعندما قاومه أطلق عليه عيارا نارياً أصاب ذراعه وآخر أصاب بطنه وألقاه أرضا فاقدا الوعى، ولم يدرك شيئا بعد ذلك إلا بعد ساعات طويلة من دخوله المستشفى وإجراء عمليتين جراحيتين.