الحب يمثل قوة كبيرة في أيدي المحبين والمحبوبين لا يمكن الاستغناء عنها , فبالحب تستطع الأم السيطرة علي ابنتها المراهقة والتأثير علي تصرفاتها وأفكارها واتجاهاتها وميولها إلي الطريق السوي , وبالحب المتزن تستطيع الأم ان تخضع الفتاة المراهقة لأرادتها وتجعل منها خامة طيبة تستطيع ان تشكلها بالطريقة الني ترغب فيها.
حيث ان الفتاة المراهقة تنفر من التدليل والحب الشديدين اللذين كانت الأم تستعين بهما في أبداء الحب لها وقت ان كانت طفلة , فأنها في حاجة إلي لون جديد من العطف, انه يبدو في التصرفات وفي اللغة الحديث أكثر من أساليب الحنان الزائد التي يحبها الأطفال وينفر منها المراهقون .
التعبير عن الحب :
حيث ان فترة المراهقة فترة انتقال من الطفولة إلي النضج,تحدث فيها أزمات نفسية كثيرة نتجية للتغيرات النفسية والجسمية التي تظهر, فالفتاة المراهقة وهى في طريقها إلي النمو الكامل لا تزال تميل إلي الطفولة بحياتها الوديعة , ولذلك نجدها في دوامة انفعالية تتذبذب فيها بين الثورة والهدوء وبين التروي والرضي عن الحياة وبين التفاؤل والتشاؤم بين العزلة والحياة الاجتماعية وفيما يلي دور الأم في التعبير عن حبها لابنتها المراهقة:
أولا:
يجب ان تعامل الفتاة المراهقة علي إنها امرأة كاملة او آنسة ناضجة فتشعر بالمسئولية وتعامل معاملة الكبار , وتشترك في مشاكل الأسرة كما ينبغي احترام رأيها ولا يستهان به.
ثانيا:
ان تشعر الفتاة المراهقة بالإخلاص لها ولكيانها , ومصلحتها كفتاة او فرد وتجعلها تخدم نفسها , فينعكس ذلك الاحترام علي العالم الخارجي .
ثالثا:
علي الأم ان تعطي ابنتها المراهقة الفرصة لكي تتحقق من ان أمها صديقة تستطيع ان تساعدها في حل مشكلاتها لانها قد عانت من مشكلات شبيهة لها عندما كانت مراهقة , وتغلب عليها بمساعدة ثقتها في أمها ,وبذلك اكتسبت خبرة في الحياة تمكنها في أبدا الرأي السليم.
رابعا:
علي الأم ان ابنتها المراهقة معني الشرف والسلوك القويم عمليا , بان تكون قدوة صالحة لها .
خامسا:
علي الأم ان تتجنب استفزاز ابنتها المراهقة او معايرتها بالخطأ اذا اخطات , كما الا تقابل الغضب بالغضب , بل تكون لها القدرة حسنة لها في الرزانة وضبط النفس.. ثم تجعلها تلمس نتائج سلوكها الخاطي بطريقة غير مباشرة , وبذلك تزداد ثقة فيها وتبتعد عن السلوك الخاطي في المرات القادمة.
سادسا:
مساعدتها علي الاستقلال , بإتاحة الفرصة لها لإظهار شخصيتها في ترتيب حجرتها مثلا .. او في اقتناء الكتب الصالحة التي ترغبها .. او في اختيار الفستان والحذاء الذي يروق لها.. وهكذا.
فينبغى على الأم الابتعاد عن الشدة والعقاب اذا اظهرت الفتاة المراهقة ضيقا نفسيا او ندما لسبب ما بل من الحكمة الإنتظار حتى تهدأ العاصفة ومعاقبتها فى هدوء حتى يعود إليها أتزانها واستقرارها النفسى والأختلاط بالمجتمع يساعد الفتاة المراهقة على النمو الأجتماعى السليم والتعاون وتشعر انها تنتمى إلى جماعة كبيرة تحميها وقت اللزم وفى ذلك شعور بالأمن والأطمئنان وذلك يحميها من الأنسياق فى الخيال والأنراف والتفكير .
فإذا وفت كل أم بما تقتضية ابنتها المراهقة على أساس الرغبة الصادقة فى الرعاية الرشيدة لحاجاتها النفسية لتبدى لنا شعاع الأمل بأن عالم الغد قد يكون خيرا من عالم اليوم .