إذاً الذين يعتمدون على عقولهم في فهم كثير من قضايا الدين يعدون من المخطئين سماحة الشيخ؟
الشيخ: نعم، يجب أن لا يعتمد على عقله ، بل يدرس النصوص ، ويعتمد النصوص من كلام الله وكلام رسوله ؛ لأن فيه الهدى ، وفيه التوجيه إلى الخير، والعقل يخطئ ويصيب ، والفرق المخالفة لأهل السنة هلكوا بأسباب عقولهم، ظنوا أن عقولهم جيدة وأنها مصيبة فخالفوا النصوص بأسباب عقولهم الكاسدة التي ظنوها صحيحة، وما الذي أوقع الجهمية في نفي الصفات والأسماء ، والجبر إلا عقولهم الفاسدة؟! وما الذي أوقع المعتزلة في نفي الصفات ، وتخليد العصاة في النار إلا عقولهم الفاسدة ؟! وهكذا أتباعهم ممن قال بهذا القول، وما الذي أوقع الخوارج في تكفير الناس بالذنوب والقول بأن العاصي كافر ، وأنه مخلد في النار إلا عقولهم الفاسدة ؟ ! وهكذا غيرهم من البدع، عقولهم التي اعتمدوا عليها هي التي أهلكتهم ؛ لأنهم ظنوها سليمة ، وظنوها صحيحة ، وظنوها جيدة معصومة وهي ليست كذلك ، بل هي غير معصومة، تخطي كثيرا، ولكن أحسنوا فيها الظن ، وأساؤوا الظن بالنصوص فهلكوا ، والواجب حسن الظن بالنصوص وإساءة الظن بالعقول ، وأن تخضع العقول للنصوص، النصوص معصومة إذا ثبتت أسانيدها ، وأما العقول فغير معصومة، الإنسان محل الخطأ ومحل التقصير ومحل الهوى، وأما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما يبلغه عن الله فهو معصوم بإجماع المسلمين، وهكذا القرآن معصوم ، كلام الله - عز وجل -، فالواجب أن يحكم القرآن والسنة في عقلك ، وأن يقدم القرآن والسنة على عقلك ، وعلى عقل شيخك ومشايخك ، وآباءك وأسلافك ، والناس كلهم، فالنصوص مقدمة على جميع العقول.