|
منع انصار مبارك من السفر قبل مظاهرة حماة الثورة.. استقالة قيادي بالاخوان لاجتماعهم مع عمر سليمان
الناقل :
elmasry
| العمر :42
| الكاتب الأصلى :
القدس العربي
| المصدر :
www.alquds.co.uk
القاهرة - 'القدس العربي' : كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة الجمعة عن كارثة قيام عدد من السلفيين في محافظة القليوبية، بهدم عدد من الاضرحة وتسويتها بالارض، وقيام الاهالي بالاشتباك معهم لمنعهم من هدم اضرحة تاريخية، والقبض على اثنين منهم وتسليمهما للشرطة، وتنظيم الصوفيين لمظاهرة ضخمة للتعهد فيها بالتصدي لتهديدات السلفيين بهدم ضريحي سيدنا الحسين والسيدة نفيسة في القاهرة، واصدار مجمع البحوث الاسلامية التابع للازهر بيانا ندد فيه بما ارتكبه السلفيون، واصدر رئيس جهاز الكسب غير المشروع قرارا بمنع كل من صديقنا صفوت الشريف وخفيف الظل احمد فتحي سرور وزكريا عزمي من السفر، وقرب الانتهاء من تجميع المعلومات التي اكدت تضخم ثرواتهم بطرق غير مشروعة، وهذا القرار يأتي استباقا لمظاهرة ميدان التحرير، التي تطالب بسجن هؤلاء ومحاكمة مبارك، وكان مدهشا ان تصل معلومات سرية امس الى زميلنا وصديقنا الرسام المبدع عمرو سليم، ورسمها في 'المصري اليوم'، عن اجتماع الحكومة في سجن مزرعة طرة، حيث تحلق الوزراء المحبوسون وهم الداخلية والاسكان والسياحة واحمد عز امين تنظيم الحزب الوطني، وكان كرسي الرئيس خاليا، وهم يسألون عز قائلين:
- لأ بجد ياعز. عرفت منين ان الريس هيحضر بنفسه اجتماعتنا الجايه كلها.
واشارت الصحف الى استقالة القيادي الاخواني هيثــــم ابو خليل من الجماعة احتجاجا على صمتها على ما تسرب من عـــــقد عدد من اعضاء مكتب الارشاد اجتماعا سريـــا مع اللواء عمر سليمــــان عندما كان نائبا للرئيــــس، واستمرار المظاهـــــرات الفئوية، وسيطرة طلاب ائتلاف ثــــورة يناير والمستقلين على معظم مقاعد اتحاد الطلاب بجامعة القاهرة، واحكام عسكرية ضد بلطجية وازالة تعديات على املاك الدولة. والى بعض مما عندنا في نهاية الاسبوع، حيث لدينا الكثير والكثير عن السلفيين ومبارك وجمال مبارك، وقضايا اخرى جديدة ومتنوعة.
البحوث الاسلامية غاضبة على شيخ السلفيين
ونبدأ بردود الافعال على الكلام الخطير وثقيل الظل الذي جاء على لسان الشيخ السلفي الشهير محمد حسين يعقوب في خطبة الجمعة بمسجد الهدى بامبابة عندما اكد ان نعم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، كانت للاسلام وانها غزوة الصناديق، ثم تراجع بشكل فخري ليقول انه كان بيهزر، بعد ان اثار الكثيرون ضده ومنهم المفتي الاسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية الدكتور الشيخ نصر فريد واصل الذي قال في حديث نشرته له جريدة 'اربع وعشرون ساعة' يوم الخميس واجراه معه زميلنا محمود البتاكوشي: 'هذا الكلام غير مقبول وينذر بعواقب غاية في الخطورة، فتصوير الرافض للتعديلات بالكافر، والمؤيد لها بالمسلم الحق، كارثة تحتاج الى وقفة لصد الهجمة السلفية، وان مثل هذه الافعال غير المسؤولة من شأنها القضاء على الهوية الوسطية المعتدلة، وضرورة محاسبة هذا الداعية بتهمة الاضرار بالامن القومي'.
مطالب بمحاسبة الشيخ
يعقوب لاضراره بالامن القومي
طبعا، وانا اضم صوتي لصوت الشيخ نصر بضرورة محاسبة الشيخ يعقوب، لا لاضراره بالامن القومي فقط، ولكن لان الهزار لم تكن له مناسبة، وهذه قضية يفهمها كل خفيف ظل، لا ثقيله، وطبعا اراد زميله وصاحبه الشيخ السلفي الشهير محمد حسان انقاذ زميله من الورطة وكذلك عمليات الاعتداء الاثمة التي قام بها سلفيون على مواطنين وتطبيق الحدود عليهم، والصدام المرتقب بينهم وبين اهل التصوف، بأن اخذ يلف ويدور على طريقة السبع لفات، في حديثه لـ'اللواء الاسلامي' الذي اجراه معه زميلنا وصديقنا حازم عبده، بأن قال: 'لقد شرع النبي ايجاب انكار المنكر ليحصل المعروف الذي يحبه الله ورسوله، فان كان انكار المنكر يستلزم ما هو انكر من المنكر فهو امر بمنكر وسعي بمعصية لله سبحانه وتعالى، فلقد كان صلى الله عليه وسلم يرى بمكة اكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، وحتى لا يقول البعض ان ذلك في مرحلة الضعف، اقول بل لما فتح الله عليه مكة وعزم على هدم البيت الحرام ورده الى قواعد ابراهيم لم يفعل ذلك مع قدرته على ذلك لان قريشا كانت حديثة عهد بكفر وقريبة عهد باسلام، فلا ينبغي على الاطلاق ان نتصور ان الامر بلا ضوابط او قيود، فمراتب الانكار لابد ان نغير باللسان، من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وهذه اولى مراتب الانكار بشرط الا يترتب على ذلك منكر اشد ، فان لم يستطع فبلسانه، بكلمة جميلة رقراقة، فان لم يستطع فبقلبه، فتغيير المنكر بالقلب مرتبة من مراتب الجهاد.
عن ابي الهياج الاسدي قال : (قال لي علي ابن ابي طالب: الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله عليه وسلم ان لا تدع تمثالا الا طمسته، ولا قبرا بارزا الا سويته).
بقي ان نراعي ما يترتب على الامر والنهي من مآلات حتى لا يكون المترتب انكر من المنكر، وارجو الا يكون طرح المسائل بصورة فردية وان تكون مسؤولية الدولة لان ذلك قد يحدث فتنة كبيرة.
علماء اهل السنة يعتقدون ان كل الطرق
الى الله مسدودة الا عن طريق السنة
وعلماء اهل السنة والجماعة ينظرون الى التصوف على انه نوعان، او الى المتصوفة كطائفتين، الاولى: طائفة العباد والزهاد والنساك الذين يزكون انفسهم بالعلم والعمل ويعتقدون انه لا يستطيع واحد منهم ان يصل الى الله تعالى الا من طريق الكتاب والسنة، ويعتقدون ان كل الطرق الى الله مسدودة الا من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، هؤلاء نجلهم ونقدرهم ونحترمهم كالامام الهروي والجنيد وسهل بن عبد الله التستري وعبد القادر الجيلاني وغيرهم من العباد والنساك الذين علمونا كيف تكون التزكية والتصفية والترضية، انظر ماذا قال شيخ الاسلام بن تيمية في حق هؤلاء، وما قاله ابن القيم في حق الامام الهروي الذي يسميه شيخ الاسلام وهو صاحب 'مدارج السالكين في منازل اياك نعبد واياك نستعين ' وشرحه ابن القيم في كتابه القيم مدارج السالكين في شرح منازل الثائرين.
اما الطائفة الاخرى: وهي طائفة لا تقبلها حتى الطائفة الاولى، وهي الطائفة التي تبتعد كل البعد عن الاسلام وعن اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، حتى وعن اخلاق علماء اهل التصوف من الطائفة الاولى، ولا اتصور ان عاقلا على الاطلاق سوف يقبل طرحهم، ولا امانع من ان يتقدم العلماء الافاضل من اهل التصوف وان يلتقي الجميع على كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، واؤكد انه لا مشاحة في المصطلحات، وان كنا نعتقد ان اعظم تسمية هي التي اختارها لنا ربنا عز وجل في قوله 'هو سماكم المسلمين'.
السلفيون قتلوا مواطنا وقطعوا اذن قبطي
ما شاء الله، ما شاء الله على القضايا التي يريدوننا ان نهتم بها، ونتقاتل بسببها، وان نوكل للدولة هدم الاضرحة وشواهد القبور، والقبض على فريق من الصوفية اذا لم يقبلوا النصيحة.
اهذا كل ما عند هؤلاء الذين هاجموا الثورة في بدايتها وايدوا النظام السابق وطاعة ولي الامر وان كان ظالما؟
ولا كلمة عن ديمقراطية، او عدالة اجتماعية، او شرح موقفهم من الاقتصاد حتى وان كان بالرجوع الى السلف الصالح.
وبالمناسبة فقد بدأت النيابة التحقيق في قيام السلفي سعد الله عبد الغني كامل بقتل المسكين هاني فيصل محمد، بينما تم التصالح في قضية قطع اذن المدرس القبطي ايمن متري في قنا، وقد نشرت 'الاخبار' يوم الخميس في صفحتها الثانية والعشرين الخاصة بالحوادث خبرا ارسلته من البحيرة مراسلتها فايزة الجنبيهي جاء فيه: 'النيابة قد استمعت امس الاول لاعترافات المتهم بحضور الشيخ عيد غنام احد ائمة السلفيين والذي طلب المتهم حضوره بدلا من الشيخ محمد حسان، اكد المتهم انه كان يقصد شخصا اخر يدعى جمعة بدلا من المجني عليه هاني فيصل محمد 21 سنة ولم يكن يقصد قتل المجني عليه وعلل ارتكابه للجريمة انتقاما من المدعو جمعة لممارسته اعمال السحر والشعوذة بالقرية، حيث اكتشف بعد قيامه بقتل المجني عليه الذي يعمل بمزرعة بقرية الاسراء والمعراج انه ليس المقصود، وقد اراد قيام الحد على الدجال جمعة ولكنه اخطأ وقتل المجني عليه'.
اشتباك الاهالي مع السلفيين
بالقليوبية لهدمهم الاضرحة
وما دام قد اعترف بخطئه، وندم على ما فعل، فلا بد من العفو عنه، لان المهم سلامة القصد والنية، وكل عام وانتم بخير.
المهم، انه لم تمض الا ساعات على حديث الشيخ حسان الا وقام السلفيون في محافظة القليوبية بهدم عدد من الاضرحة، واشتبك الاهالي معهم ومنعوهم من هدم اضرحة اخرى، ووصلت بهم الجرأة الى حد التعهد بزحف على ضريح الامام الحسين بن علي والسيدة نفيسة لهدمهما، وقد نشرت 'الاهرام' امس - الجمعة - تصريحات لاحد قادتهم ادلى بها لزميلتنا اماني ماجد، جاء فيها: 'نفى الشيخ ياسر برهامي عضو مجلس الدعوة السلفية بالاسكندرية هدم الاضرحة وقال، اننا لا نغير باليد لانه من اختصاص الحاكم، مشيرا في ذات الوقت الى ان السنة النبوية تنص على عدم ارتفاع القبور اكثر من شبرين عن الارض، وارتكز برهامي الى احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد، واكد الشيخ ياسر برهامي عدم تكفير السلفيين للصوفيين ولا الشيعة، لان التكفير لا يثبت الا بعد اقامة الحجة واستيفاء الشروط، كالعلم والاختيار والقصد، وانتفاء الموانع، كالجهل والتأويل والاكراه والخطاء، ان الاختلاف بين الفريقين لم يصل الى حد التكفير، فالسلفيون لا يكفرون الشيعة تكفيرا بالعين، لكنهم يكفرون كلام الشيعة وافعالهم امام قبور الائمة'.
والكلام واضح، وهو ان هؤلاء الناس انفتحت شهيتهم على ان يأخذو الامر بيدهم، فيهددون القبور والاضرحة وسيقتلون الشيعة داخلها ما داموا يكفرون ما يقولونه من ادعية داخلها، بل وسيقتلون ملايين المصريين من غير الشيعة الذين يتبركون ببعض الاولياء ويدعون في مساجدهم واضرحتهم، هؤلاء الناس ما لم يتم وقفهم عند حد حدهم، بمنتهى الحزم والشدة، سنجدهم غدا يدمرون اشهر المساجد والاضرحة فيها، وطمس وهدم تماثيل الفراعنة والقادة والشخصيات، التي لم يقترب منها احد منذ دخل الاسلام البلاد، ولم يفعلها الا اخوانهم في طالبان بأفغانستان، وسيفرضون الجزية على الاقباط، ويحاكمون نساء وبنات المسلمين، عاريات الرؤوس - والعياذ بالله.
لماذا لم توجه تهمة الفساد
والافساد السياسي لمبارك وغيره؟
والى المعارك التي لا تزال مشتعلة بسبب الثورة، وكل واحد من المشاركين فيها يذهب مذاهب شتى ويشتبك بسبب قضية او شخصية سياسية، ومنهم من تنتابهم الشكوك، في ان الحساب لن يطال اشخاصا معينين قريبين من مبارك، وعلى سبيل المثال قال زميلنا في 'الوفد' ورئيس التحرير التنفيذي وجدي زين الدين يوم الاربعاء وهو في غاية الدهشة من عدم توجيه تهمة الفساد والافساد السياسي الى مبارك وغيره: 'حتى كتابة هذه السطور لم تتم محاسبة مسؤول واحد في النظام السابق بتهمة الفساد السياسي، ورغم ان هذه التهمة في اهم واخطر التهم التي يجب محاكمة كل مسؤولي النظام السابق بها، الا ان هذا لم يحدث، وكل الذين تتم محاكمتهم الان ابتداء من الرئيس السابق حسني مبارك وانتهاء بأصغر ضابط في الداخلية، تتنوع جرائمهم ما بين تربح وغسيل اموال وكسب غير مشروع واطلاق رصاص على متظاهري الثورة، وخلت كل الاتهامات من جريمة الفساد السياسي التي كانت وراء كل الجرائم السابقة، فما معنى ذلك؟ وهل الاتهامات الموجهة لهؤلاء الذين تتم محاكمتهم كافية للردع والقصاص للشعب المصري الذي تعرض لابشع انواع الظلم والاضطهاد طيلة ثلاثين عاما'.
مجموعة من الكذابين والافاقين والانتهازيين
اما زميلنا بـ'الاخبار' السيد النجار فقال في نفس اليوم عن نوعية معينة من رجال مبارك: ' هؤلاء الكبار من نظام حسني مبارك الذين تشبثوا بمقاعدهم سنوات طويلة، كل باسمه وموقعه ما هم الا مجموعة من الكذابين والافاقين والانتهازيين، خانوا المبادئ والامانة والمسؤولية، واحتقروا الدستور والقانون لخدمة مصالحهم الشخصية، خرجوا علينا اخيرا بحوارات صحافية وتلفزيونية، تباروا فيها في دور البطولات الوهمية، وتناسوا في غمرة الدفاع عن انفسهم، انه لولا ثورة شباب مصر ومساندة جيشها حصن الامان للشعب المصري، لكان امثال كل هؤلاء في مواقعهم يواصلون دورهم في الضحك على الشعب وخراب البلد'.
المصريون ينتظرون بركات ثورتهم الاقتصادية
ومن 'الاخبار' الى 'الجمهورية' وزميلنا اسكندر احمد ونصيحته التالية للثوار: 'اتمنى ان تحذو الثورة حذو ثورة 23 يوليو، التي اعطت للفلاح حقه واعادت له كرامته، فهي التي قامت بوضع قوانين الاصلاح الزراعي، والتي تحسب لقائدها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي حدد الملكية بمائة فدان للاسرة و50 للفرد، وتم القضاء على الباشوات الذين احتلوا الارض وذلوا اهلها، مغتصبو الارض في عصر النظام السابق هم لصوص وقاطعو طريق واستباحوا المال العام وسعوا في الارض فسادا فحق عليهم العذاب، مطلوب من الدولة مصادرة هذه الاراضي وضمها للشعب، اعلم جيدا ان هناك اقطاعيات ما بين الف فدان و5 الاف فدان اغتصبت غيلة وتم وضع اليد عليها باسم القانون الوضعي الذي فصل لهؤلاء، والادهى والانكى من ذلك انه تم شق ترع ومصارف من اموال الشعب وتم تحويل مياه الخريجين لتلك الاراضى، هؤلاء معروفون بالاسم والى الان لم تصل اليهم يد العدالة، اثق في ان ايمن ابو حديد ود حسين العطفي واللواء ابراهيم العجمي سوف يفتحون تلك الملفات لتعود الارض قريبا الى اصحابها وهو الشعب وتوزع الارض على الشباب والفلاحين'.
لماذا تلمع الفضائيات شخصيات
بعينها وتتجاهل المصريين؟
ونختتم مرورنا يوم الاربعاء بـ'الاهرام' مع زميلنا ماهر الذي لم يعجبه بعض ما شاهده في القنوات الفضائية، بقوله عنها وعن ضيوف برامجها: 'دأب التلفزيون والفضائيات الخاصة على استضافة مجموعة من الشخصيات متكررة في كل البرامج، كما لو كانت مصر الكبيرة بكل شعبها تخلو من بدائل ومن شخصيات جديرة بالظهور لعرض وجهة نظرها غير تلك الاسماء التي تملأ الفضاء كلاما.
الذي يثير الدهشة ان عددا كبيرا من هؤلاء المحظوظين دوما يتحدثون بالطريقة الاكاديمية البحتة، وهي طريقة محترمة داخل القاعات والمراكز البحثية، لكنها تبدو في غالبية المواقف والاحداث التي مرت بها مصر والمنطقة بعيدة عن ارض الواقع ولم يصادفها التوفيق في السواد الاعظم من الاحداث، وقبل ثورة 25 يناير في مصر بشر دراويش الفضائيات بمشروع التوريث، وانه قائم، وينتظر اللحظة واستبعدوا تماما ثورة الشعب، وساقوا عشرات الدلائل التي تنسجم مع كلامهم كتحليل سياسي واجتماعي، لا يعكس موقفهم وخابت هذه التوقعات وذهبت ادراج الرياح، غير انهم اطلوا من جديد بعد الثورة وخلالها يتحدثون، ويصرخون عبر كل الشاشات عن سيناريوهات جديدة، وضرورات حتمية جديدة'.
استهجان منع جهاز المحاسبات الاطلاع
على الاراضي التي استولى عليها كبار القوم
اما اخر المعارك فستكون من نصيب زميلنا والكاتب الاسلامي الكبير فهمي هويدي، في 'الشروق' يوم الخميس، وكانت ضد جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بقوله عنه: 'ثمة مذكرة قدمها ممثلون عن العاملين بالجهاز الى رئاسة المجلس العسكري تحدثت عن تعليمات اصدرها المستشار الملط بمنع فحص عقود تصرف هيئة المجتمعات العمرانية في الاراضي الجديدة، التي وزعت ملايين الامتار المربعة منها على اكابر النظام السابق، وكذلك عدم فحص حسابات الصناديق الخاصة لبعض الوزارات وعلى رأسها وزارة الداخلية التي كانت تحصل نحو ملياري جنيه سنويا، كما شملت التعليمات عدم تناول مخالفات كبار الشخصيات لو حسابات بعض الجهات التي توصف بانها 'سيادية'.
في المذكرة وقائع مثيرة اخرى تحتاج الى تحقيق، بعضها يتعلق بتقاضي بعض الوزراء اموالا بغير وجه حق، والبعض الاخر يتعلق بوقائع احتكار احمد عز للحديد، او يتعلق باجراءات الخصخصة التي ضيعت على الدولة مليارات الجنيهات.
وبسبب المجاملات التي روعي فيها اركان النظام السابق ورئاسته، تم نقل تبعية الجهاز من مجلس الشعب الى رئاسة الجمهورية، ولهذا السبب ذاته كوفئ المستشار الملط بالتمديد له نحو اثنتي عشرة سنة، من ثم فلم يكن غريبا ان يقول صاحبنا في التقرير الذي قدمه الى مجلس الشعب عن السنة المالية 2008 ما نصه: ان السيد رئيس الجمهورية يتابع مع الوزراء والمحافظين وجميع المسؤولين بالدولة، ما يتعلق بحياة الناس وتوفير الحياة الكريمة لابناء مصر، والتركيز على مشكلات المواطنين، فالشغل الشاغل للرئيس هو حياة المواطن البسيط والفقراء ومحدودي الدخل وما يستحقونه من حياة كريمة.. الخ، كان يمكن السكوت على ذلك الكلام لو ان الرجل التزم الصمت ولم يقل انه قام بما عليه في مواجهة فساد النظام السابق، لكن اما وقد تكلم فربما كان مناسبا ان نذكره بما تناساه او نسيه'.
لماذا يبقى اسم مبارك حتى الان فوق المباني؟
وهكذا اخذ هويدي بأيدينا رغما عنا، الى الرئيس السابق، وقد كدنا ان ننسى الاشارة الى ما كتبه زملاؤنا عنه، فمثلا زميلنا بـ'الجمهورية' عبد الجواد حربي قال عنه يوم الاربعاء: 'كم عانت مصر على مدى الثلاثين عاما الماضية من بطانة السوء التي لم تكتف بالرئيس المخلوع بل بابنائه، حتى زينوا لابنه الاصغر جمال فكرة التوريث التي توقفت الحياة في مصر بسببها على مدى اكثر من خمسة عشر عاما، وتبارى المسؤولون والوزراء في التخديم على الفكرة لا في خدمة شعب مصر، لهذا رأينا اسم مبارك مرفوعا على كل مبنى تعليمي او خدمي او اداري او حتى مشروع تجاري او مكتبة قطاع خاص او دكان بقالة في حارة داخل حي عشوائي غارق في الفقر والجهل والتخلف، كما رأينا اسم السيدة الاولى ايضا على مدارس ومستشفيات ودور رعاية الايتام واللقطاء ومؤسسات الخدمة الاجتماعية او حتى على قاعة داخل جامعة او مبنى مدرسي.
ان من روعة ثورة 25 يناير انها جاءت دون قيادة من فرد او جماعة او حزب سياسي وكأن الشعب - كل الشعب - من بائع الخضار حتى المثقف واستاذ الجامعة هو القائد وهو المعلم وهو سيد الميدان، وهذا ما يدعونا للتفاؤل و القول بأن ' زمن الفرد ولى'.
دعوة لتفعيل المعاهدات بالقبض على الفارين
وما دام زمن الفرد ولى، فلا بد من استعادة اموالنا حتى لا تولى معه، ومع غيره من الذين ولوا معه، وهو ما اشار اليه في اليوم التالي - الخميس - في 'الجمهورية' زميلنا محمود نفادي وقوله بلغة فيها اطمئنان: 'اذا كان المجلس الاعلى للقوات المسلحة قد اعلن في يوم 13 فبراير وفي اول اعلان دستوري التزامه بكل الاتفاقيات الدولية الموقعة بين مصر والعالم الخارجي دول وحكومات ومنظمات، وفي المقدمة المنظمة الام وهي الامم المتحدة، فان تفعيل واحياء هذه الاتفاقيات ضرورة قصوى هذه الايام.
والاتفاقيات الدولية لمكافحة الفساد هي السلاح في ايديكم الان لمواجهة وملاحقة جميع الفاسدين من الرئيس الى اصغر مسؤول، خاصة من الهاربين خارج مصر حتى يعرف اركان هذا النظام ان اتفاقية تجميل وجهه القبيح اصبحت الان الكلابش الذي سيحيط بعنقه'.
متطوع مستعد ان يسجن بدل مبارك
طبعا، خاصة الكلابش هذا الذي اشار اليه محمود، ولا نعرف ان كان يشبه الكلابش الذي تستخدمه ادارة المرور مع السيارات الواقفة في الممنوع ام هناك نوع اخر، وان كان قد ظهر متطوع اسمه مبارك ايضا، مستعد ان يحاكم ويحبس بدلا منه، بشرط ان يأخذ مليارا من ملياراته، وهو زميلنا بـ'الاخبار' هشام مبارك الذي قال يوم الخميس ايضا ردا على زميله خفيف الظل عبد القادر: 'ما ذكره استاذي عبد القادر محمد علي من انني كنت المقصود بهتاف: يسقط مبارك جعل شخصا مهما يقول لي، تاخدلك مليار وتشيل الليلة بدل الكبير ونقول للناس انها غلطة بسبب تشابه الاسماء؟
قلت: رقبتي سدادة وبناقص فلوس جنابه انا بس عايز كرت توصية لاني بعت القيراطين اللي حيلتي عشان اعين البت الكبيرة وبرضه ما اتعينتش.
فقال: يا بني انتي عبيط، طيب ما الباشا باع البلد كلها عشان يعين الواد الصغير وبرضه ما اتعينش'.
مبارك ادركه اليتم على كبر
وامتدت جولتنا بحثا عما نشر عن الرئيس السابق الى صفحة - 25 ميدان التحرير - التي يشرف عليها في 'الوفد' كل خميس زميلنا محمد الشربيني، لنفاجأ بان صاحبنا فتحي الصومعي من سوهاج يقدم آيات الشكر والامتنان لمبارك، للاعمال الاتية: 'الشكر كل الشكر للرئيس، الذي ادركه اليتم من طرفيه، المخلوع حسني مبارك، الذي حكم فكان آية من آيات الظلم والتجبر، وكان نموذجا لـ'رب ضارة نافعة' ودرسا عمليا لقول الله عز وجل ' عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم 'قسى قلب مبارك فسرى اللين والحب والود بين جموع المصريين في ميدان التحرير وكل ميادين مصر وعم الخير، فاذا ببني جلدته يصرخون ويهبون في صحوة هي صحوة المارد الذي استعاد القديم والجديد، وزرع العزة والكرامة في كل خلية في الجسد المصري والعربي، نهب مبارك خير البلاد والعباد وسحب ثرى مصر من فم بنيها، ورغب في ان يرضع مصر فقط ابناء الزناة والسفاحون خارج حدود البلاد، فما كان من ابناء مصر الا ان يضعوه، اي مبارك، في ركن حقير لا يلجأ اليه الا المغضوب عليهم من الله ومن ابناء الوطن.
الشكر لمبارك الذي جمع حوله شلة اللصوص مصاصي دماء المصريين، مبارك ورجاله الذين نحرونا من الوريد الى الوريد، جمعهم حوله فمنحنا فرصة القبض عليهم في سهولة ويسر، رجاله الذين بنوا السجون بتوجيه منه فكانت هذه السجون فنادقهم في اخر ايامهم، نزلوا هذه السجون إعمالا للمثل الشعبي القائل طباخ السم بيدوقه، شكرا لمبارك الذي منحنا درسا ننقله الى اولادنا اذا طالبونا بما نعجز عن تحقيقه اذ سوف نقول لهم : ' لقد عجز حسني مبارك عن تلبية كل احلام ابنه جمال، فكيف لنا تلبية كل طلبات ابنائنا '
لا لا، هذه حيلة الفقير العاجز عن تلبية طلب ابنائه شراء شيكولاته، او بطاطس مقرمشة، بينما جمال طلب من ابيه حكم مصر، والتنعم بعدسها، وبصلها، ونيلها، وارضها.
الحكومة تدير الحوار الوطني
والى المعارك السريعة والخاطفة وسنبدأها من يوم الثلاثاء مع زميلنا وصديقنا بـ'الاهرام' فتحي محمود، ونختار ستا من احدى عشرة معركة خاضها، وهي: ' ـ الحكومة تدير الحوار الوطني الذي تبدأ اولى جلساته غدا، على طريقة الحزب الوطني، فهي التي تحدد المدعوين وورقة العمل، وقد تقوم بصياغة التوصيات ايضا.
- لم نبك مع دموع وائل غنيم يوم الافراج عنه، او نطرب لزغرودة نوارة نجم لحظة تنحي مبارك، لنقع في براثن يحيى الجمل الان.
- التوقيع على البلاغ الذي اعده شباب الفيس بوك لمحاكمة الثلاثي المرح صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور، وضرورة وجود اشراف قضائي على الامن الوطني، فريضة وطنية.
- قبل ثورة يناير وبعدها، محمد ابراهيم سليمان فوق القانون، واتحدى اي مسؤول يثبت عكس ذلك.
- (البغاء الصحافي في مصر) مجموعة مقالات مهمة للزميل اشرف عبد الشافي، يكشف فيها بالوقائع حقيقة الدور الذي قامت به الصحف الخاصة من اجل دعم توريث جمال مبارك والمشاركة في منظومة الفساد، المقالة موجودة على الانترنت، لان لوبي المصالح المشتركة في الصحف لن ينشرها.
- حذف اسم حسني مبارك من مناهج التعليم لن يلغي حقيقة انه حكم مصر ثلاثين عاما، ومحاولة الغاء الماضي كما حدث مع الملك فاروق ومحمد نجيب اثبتت فشلها، والحل هو اعادة كتابة التاريخ بشكل موضوعي ليتعلم ابناؤنا حقائق ثابتة بعيدا عن نظرية الثأر التاريخي'.
ماذا فعل رئيس الوزراء حتى الان؟
طبعا، هذا هو المطلوب، ومطلوب ايضا وبسرعة كما قالت باكينام رمضان في 'وفد' نفس اليوم: 'احنا قلنا ان شفيق تبع النظام والنظام اللي عينه، وانه مضى شهر وماعملش حاجة، طيب شرف بيه ما عملش حاجه برضه - مع احترامي لرئيس وزراء مصر - انا في ساعة واحدة اقدر اضبط البلد مع احترامي للقائمين عليها، انا مش محتاجة شهر علشان اعدم حبيب العادلى، ولا شهر علشان ارجع الفلوس، انا محتاجة واحد يتعدم في التــحرير الكل هيرجع اللي اخذه، ويعلن كمان على اللي احنا مش عارفينه، كفاية طبطبة والنبي علشان خلاص المرارة انفقعت'.
والثالث اليوم هو زميلنا متعدد القدرات جلال عامر الذي خاض يوم الثلاثاء ايضا عشر معارك اخترنا منها اربعا هي: 'يا الهي ما اصعب هذه الايام التي تحولت فيها الرياضة الى حرفة والدين الى مهنة.
- اسوأ ما فعله مبارك انه اصاب مصر بالنعاس، لذلك اتشاءم من عودة اعلانات المراتب والبطاطين الان.
- اتذكر كلمة للموسيقار محمد عبد الوهاب عندما سألوه عن المطربين الجدد وقتها قال : كلهم كويسين جدا لكنهم لا يصلحون للغناء الفردي، والافضل ان نكون منهم مجموعة جميلة تنشد ككورس.. ملحوظة : عبد الوهاب لم يعاصر المرشحين للرئاسة.
- لسه على البر وقطعوا اذن الراجل، يجب ان يحددوا برنامجهم من الان، هل سيمنعون الغناء، ام سيقطعون الاذن من المنبع'؟
تجديد حبس خطاب صاحب موقعة الجمل
اما اخر زبائننا اليوم فسيكون زميلنا وصديقنا عصام كامل رئيس تحرير 'الاحرار'، حيث اخترنا معركتين من بين اربع له في ذات اليوم - الثلاثاء - وهما: 'تقرر تجديد حبس خطاب صاحب موقعة الجمل، والطريف انه اعترف بالتظاهر تأييدا لمبارك، وعندما سئل عن السبب قال لاني احبه.
- اكد يوسف خطاب انه تظاهر مع اتباعه تأييدا لمبارك، اما موقعة الجمل في ميدان التحرير، فانه لا يعلم عنها شيئا، ويبدو ان الجمال لم تفرق بين مصطفى محمود والتحرير'.
|