عواصم ـ وكالات ـ 'القدس العربي': ذكر المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا الجمعة أن الثوار سيقبلون وقفا لاطلاق النار، شريطة سحب الزعيم الليبي معمر القذافي قواته من جميع مدن ليبيا ومنح الليبيين مزيدا من الحريات.
وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مبعوث الامم المتحدة الخاص لدى ليبيا عبد الاله الخطيب، إن العالم سيرى أنهم سيختارون الحرية. والتقى الخطيب الذي كان في زيارة قصيرة إلى الجبهة الشرقية في ليبيا مع عبد الجليل وزعماء معارضة آخرين من المجلس في مدينة بنغازي التي يسيطر عليها الثوار.
جاء اجتماعهم بعد أن دعت ألمانيا والصين الجمعة إلى تجدد الجهود نحو تسوية سياسية سلمية للصراع في ليبيا.
والطلب الرئيسي للمجلس هو رحيل القذافي الذي يتولى السلطة منذ 42 عاما، وأن تتولى حكومة جديدة مكونة من مسؤولين من داخل المجلس المسؤولية خلال فترة انتقالية لاجراء انتخابات حرة. وناشدوا بمزيد من الاسلحة لقتال قوات القذافي.
وسمعت أصوات إطلاق نار الجمعة بالقرب من مقر إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي الحصين في طرابلس، وقال سكان انهم شاهدوا قناصة على سطوح البنايات وبركا من الدماء في الشوارع.
ولم يتبين بعد السبب الذي من أجله اندلع اطلاق النار المتصل من البنادق الآلية الذي ترددت اصداؤه في مركز العاصمة لنحو 20 دقيقة ثم توقف قرب الفجر.
وفي الوقت نفسه وردت تقارير بأن قصفا جويا لقوات التحالف أسفر عن مقتل سبعة مدنيين، معظمهم من الاطفال وإصابة 25 آخرين بالقرب من بلدة البريقة الاربعاء، طبقا لما أفاده طبيب ليبي لهيئة الاذاعة البريطانية 'بي.بي.سي'.
وتدور معارك الجمعة بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي قرب موقع البريقة النفطي شرق البلاد.
وانتقل خط الجبهة بين الثوار وقوات القذافي صباح الجمعة الى محيط منطقة البريقة، لكن الصحافيين والمدنيين منعوا للمرة الاولى من الاقتراب والمرور من مدخل اجدابيا الغربي الى خط الجبهة، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وصرح قائد الجيوش الامريكية مايك مولن ان 'المشكلة الكبرى (لدى التحالف) هي الطقس في الايام الثلاثة او الاربعة الفائتة'. واوضح ان 'هذا العامل ادى اكثر من اي شيء آخر الى تقليص وليس الغاء فعالية' الطائرات المكلفة تنفيذ الضربات، حيث 'تعذر عليها احيانا رؤية الاهداف بدقة'.
وسمحت الاحوال الجوية لقوات القذافي بشن هجومها المضاد نحو الشرق، بحسب المصدر نفسه.
جاء ذلك فيما أكدت الحكومة البريطانية الجمعة أنها تجري' اتصالات' مع عدد من المسؤولين الليبيين بشأن مستقبل معمر القذافي، إضافة إلى انشقاق وزير الخارجية السابق موسى كوسا.
وقال ناطق باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إنه جرت محادثات في الأيام القليلة الماضية 'ولكن من دون تفاصيل'.
وأضاف أن'الرسالة الوحيدة' التي يجرى تمريرها هي ان 'الخطوات المقبلة تتمثل في الحاجة الى إنهاء العنف ورحيل القذافي'.
ولم تؤكد الحكومة تقارير وسائل إعلام بأن المبعوث كان محمد إسماعيل المساعد البارز لنجل القذافي سيف الإسلام. (تفاصيل ص 6 و7)