|
ونملك قبل هذا وبعده السواعد الشابة القوية والقادرة التي لا تعرف المستحيل ويكفيها أنها أطلقت شرارة الثورة.
والبناء الذي نتحدث عنه قد بدأنا بالفعل في وضع أساساته المتينة المتمثلة في التعديلات الدستورية التي تفتح الطريق لوضع دستور دائم لمجتمع ديمقراطي حقيقي يقوم علي الممارسة السياسية الصحيحة البعيدة عن شبهة احتكار السلطة ويعطي لصناديق الاقتراع وحدها صلاحية الحسم بين القوي والأحزاب المتنافسة.
ومن هنا يكتسب الحوار الوطني الذي يبدأ اليوم أهمية استثنائية ليس فقط في التوقيت والظروف المحيطة به وإنما لاطلاق المبادرات الخلاقة التي من شأنها تحديد الأولويات والبرامج الكفيلة بتحقيق ما نصبو اليه مع ملاحظة أن كل مبادرة تحتاج للبحث المتعمق والتدقيق المحايد حتي لا ننزلق الي مغامرات كالتي حدثت في الماضي عندما كان هناك من يعتقد أنه وحده صاحب الرؤية السديدة التي لا تقبل المناقشة.
وبطبيعة الحال نحن لا نطلب تطابق الآراء علي الإطلاق بل يجب أن تكون هناك رؤي مختلفة ووجهات نظر متباينة بين أطراف تسعي بجدية للوصول للأفضل سياسيا واقتصاديا, مع ضرورة احترام الأسلوب الديمقراطي في التوافق علي رأي الأغلبية وعدم اضاعة الوقت والجهد في القضايا الجدلية.
والرأي العام الذي سيتابع مجريات هذا الحوار البالغ الأهمية سيكون هو الآخر الشاهد علي جدية التوجه والأداء, وليمثل ذلك رصيدا استراتيجيا للقوي والأحزاب المشاركة لقد أعطي الشعب اشارة البداية بثورة تاريخية وعلي الجميع تحمل المسئولية بنفس القدر من أهمية اللحظة والحدث.
|