بتـــــاريخ : 3/31/2011 9:07:31 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 881 0


    سعاد حسنى ربيع الدنيا وغموض الرحيل!

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : طارق الشناوي | المصدر : dostor.org

    كلمات مفتاحية  :

    لم يقصد بالتأكيد "صلاح جاهين" و "كمال الطويل" أن تصبح أغنيتي "الدنيا ربيع" و "بمبي" من بين أهم الأغنيات التي ترددت ولا تزال عن مصر بعد ثورة 25 يناير ومع ربيع وبمبي "سعاد" تردد أيضاً اسمها مع قضية انتحارها بعد نجاح الثورة المصرية.. الكل يريد أن يفتح ملف المخابرات المصرية ويشير بأصابع الاتهام إلى تلك الجريمة المدبرة التي استهدفت "سعاد" قبل نحو 10 سنوات لأن لديها من الأسرار ما يتيح لها أن تفضح هذا الجهاز الحساس ولهذا دبرت الجريمة في لندن وألقوا بها من الشرفة.. أغلب الفنانين من أصدقاء "سعاد" يميلون إلى استبعاد إقدامها على الانتحار ويشيرون ربما بأسلوب غير مباشر إلى تورط المخابرات!!
    لم تكن هذه هي المرة الأولى التي نستمع فيها إلى هذا الاتهام ولكنها المرة الأولى التي يعلو خلالها صوت يريد أن يميط اللثام عن الكثير من الحقائق المسكوت عنها.. كان الشاعر "أحمد فؤاد نجم" واحداً من تلك الأصوات التي جهرت بهذا الاتهام منذ وقوع تلك الجريمة بل إنه لم يكتف بهذا القدر بل ذهب إلى تحديد أسماء بعينها قامت بإبلاغ الأجهزة عن معلومات لدى "سعاد" تستعد لنشرها عن طريق إذاعة BBC اللندنية.. والحكاية هي أن رئيس قطاع الأخبار الحالي في التليفزيون المصري المذيع "عبد اللطيف المناوي" اتفق مع "سعاد" في تلك السنوات عندما كان يعمل في إذاعة BBC اللندنية أن تسجل جانباً من حياتها وأنه بعد أن حصل على التسجيل الذي تفضح من خلاله جهاز المخابرات سارع بالاتصال بصفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق والذي كان أحد رجال المخابرات خلال الستينيات وأن "صفوت" بناء على ذلك قد كافأه وأعاده إلى مصر ومنحه برنامج ثم منصب مرموق في قطاع الأخبار بمصر.. وبالطبع كانت "سعاد" في نهاية التسعينات تعالج في لندن وليست لديها أموال للإنفاق على نفسها خاصة وأن الدولة المصرية في عهد "عاطف عبيد" رئيس الوزراء الأسبق كانت قد أوقفت صرف مصاريف علاجها وما تردد وقتها بأن السبب وراء إيقاف علاج "سعاد" هي "سوزان مبارك" والتي لم تكن تحمل أي تقدير لسعاد حسني ولهذا أوعزت لرئيس الوزراء لإصدار القرار.. أياً ما كان السبب فإن المعلومة المؤكدة هي أن "سعاد" كانت بحاجة إلى أموال وكانت بالفعل قد سجلت عدد من رباعيات الشاعر "صلاح جاهين" بصوتها لحساب محطة BBC وفي تلك السنوات لم تكن "سعاد" قادرة على مواجهة الكاميرا بعد أن زاد وزنها ربما إلى الضعف كما أنها عانت من مشكلات في العصب السابع أدت إلى شلل مؤقت في الجانب الأيسر من وجهها!!
    هذه الأشعار بالفعل أذيعت عبر الإذاعة اللندنية ولكن بقيت فقط حكاية المذكرات التي سجلتها "سعاد" حيث إنها لم تذع حتى الآن وظل مصيرها مجهولاً بل إنه ليس من المؤكد أن "سعاد" قد سجلتها مثل تلك المذكرات التي قالوا أيضاً أن "سعاد" قد كتبتها بخط يدها ولم يعثر لها على أثر حتى الآن؟!
    انتحرت "سعاد" أم قتلت؟! سؤال تردد ولا يزال حتى الآن.. تعددت التفسيرات حول أسباب القتل ولكن ظل هناك اتهام يزداد ترديده خاصة بعد ثورة 25 يناير يؤكد أن أصابع المخابرات المصرية  ليست بعيدة عن جريمة اغتيال "سعاد".. وبرغم أن هذا التفسير يرضي كثيراً الخيال الجمعي إلا أنني لا أجد في هذا التحليل ما يبرره على أرض الواقع.. أنا أعلم بالطبع أن "سعاد حسني" تعرضت بالفعل لضغط قاسي في الستينيات من جهاز المخابرات وكان وزير الإعلام الأسبق "صفوت الشريف" باعتباره ضابط مخابرات و يحمل اسماً حركياً وهو "موافي" وبرتبة مقدم كان الغرض هو تسجيل سينمائي لسعاد لأنه في تلك السنوات نهاية الستينيات لم يكن قد اخترع الفيديو بعد.. بالفعل تمت تسجيلات خاصة لسعاد حسني لا داعي الآن للكشف عن ظروف تصويرها لقد تردد أن هذه التسجيلات كان الغرض منها هو الضغط على "سعاد" حتى تتحول إلى عميلة للمخابرات تشي بزملائها للأجهزة الحساسة حتى تستطيع الدولة السيطرة على الوسط الفني.. "سعاد" بالتأكيد لم تواصل العمل مع هذا الجهاز ورفضت أن تكتب أو تملي أي تقارير تتناول زملائها إلا أن منطق الأمور في نفس الوقت يؤكد إلى أنه ليس من صالح "سعاد" أن تروي شيئا عن هذه الحادثة أكثر من ذلك فإن من يعرف "سعاد" يتأكد بأنها لا يمكن أن تتناول أي تفاصيل من الممكن أن تؤدي لإثارة الجدل حولها.. لو عدت إلى الأرشيف المرئي والمسموع والمقروء لسعاد لن تجد إلا القليل ولو استعدت بعضها سوف تكتشف أن "سعاد" لا يمكن أن تجرح أحد أو تروي واقعة تمس أحد فكيف تفتح النيران من لندن على جهاز مخابرات في عز قوته وسوف تضطر "سعاد" وقتها إلى أن تعيد واقعة من المؤكد تنال منها مثلما تنال من هذا الجهاز الحساس!!
    نعم العديد من القضايا الغامضة ساهمت ثورة 25 ي ناير في أن تفتح شهية المواطن العربي ليميط اللثام عنها ولكني أرى أن ملف "سعاد حسني" والمخابرات أحد الملفات الشائكة التي بها من الوهم أكثر مما بها من الحقيقة وظني أن "سعاد" أرادت وهي واقعة تحت ضغط الاكتئاب أن تتخلص من حياتها فألقت بنفسها من الشرفة في لندن ولكن عشاق "سعاد" أرادوا أن يعثروا على نهاية أخرى!!

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()