هل يجوز قراءة القرآن بأخطــاء نحوية، إذا كان الشخص الذي يقرأ القرآن لا يعرف اللغة العربية؟
كذلك يقرأ ولو أخطأ ولو تتعتع ، يقرأ ويتعلم ، ولا يعجل ويركد حتى يتهجا الكلمة ، وحتى يعرف حروفها ويقرأها جيداً، وإذا اجتهد وحرص يسر الله أمره، يقول سبحانه : وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ(القمر:17)، ويقول سبحانه : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً(الطلاق: من الآية4)، وقد ثبت عن النبي-عليه الصلاة والسلام-أنه قال : (الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق يعطى أجره مرتين). هذا فضل عظيم، هذا يدل على أن القاري يقرأ وإن تتعتع وإن أخطأ ، يقرأ ويعتني ويتدبر، ولا يعجل في القراءة حتى يعرف حروف الكلمة ، حتى ينطق بها جيداً ، ومع حرصه على ذلك واجتهاده يعطى أجره مرتين، وإذا مهر فيه وقرأه قراءةً طيبةً كاملة، فهو مع السفرة الكرام البررة هذا فضل عظيم ، أما إذا قرأ وهو عليه شاق وهو يتتعتع فيه ، يعني ما يمشي ، يتأمل ويتعلم ويستخرج الحروف بشدة فهو على خيرٍ عظيم ، ويعطى أجره مرتين ، وينبغي أن يتعلم ، يقرأ على من يتيسر من أهل القرآن الذي هم أجود منه يقرأ عليهم ويتعلم ولو بذل مالاً في ذلك. يجتهد ويحرص على أن يتعلم على أهل العلم القرآن حتى يجوده، وحتى يعرف ألفاظه ،حتى يستفيد المعاني هكذا ينبغي للمؤمن، يقول الله-سبحانه -:إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ(الإسراء: من الآية9), فهدايته للناس لا يمكن أن تحصل إلا مع التدبر والتعقل والتعلم وسؤال الله التوفيق والحرص على الخير, وبذل الوسع في طلب العلم، بهذا تحصل الهداية، أما المعرض الغافل فهو غير متعاطي لأسباب الهداية فهو وشيك وحري بأن يرحم فهم معانية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.