أريد حفظ القرآن الكريم لكنني لم أستطع نظراً لمشاغل الحياة، فما هو توجيهكم؟
الحفظ للقرآن ليس بواجب لكنه مستحب، فإذا تيسر لك الحفظ فالحمد لله وإلا فلا حرج عليك. ولا شك أن الحفظ من نعم الله العظيمة إذا تيسر للمؤمن حفظ القرآن أو المؤمنة فهذا من نعم الله العظيمة. والمقصود من ذلك التدبر أن تكثر من قراءته فإذا تيسر لك الحفظ فهذه نعمة كبيرة وإلا فعليك بقراءته من المصحف مع التدبر والتعقل؛ لأن المقصود من إنزاله العمل به، وقراءته بالتدبر والتعقل من أسباب فهمه، ومن أسباب العمل به. فالمشروع للجميع من الرجال والنساء العناية بالقرآن والإكثار من تلاوته وتدبر معانيه، والتفقه فيه، والعمل بما دل عليه من فعل الأوامر وترك النواهي ، والاعتبار بما قص الله علينا من أخبار الماضين حتى نحذر أعمالهم الخبيثة ، وحتى نعمل ما يكون سببا لمرضاة ربنا ، ونجاتنا في الدنيا والآخرة ، يقول سبحانه : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [صّ:29)]. ويقول سبحانه في كتابه العظيم: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا. [محمد:24)]. ويقول جل وعلا: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: من الآية9)]. فالمشروع لكل مؤمن ومؤمنة العناية بالقرآن ، والإكثار من تلاوته بالتدبر والتعقل ، والتفهم ، ومراجعة كتب التفسير للفائدة ، وسؤال أهل العلم عما يشكل ، والعمل. المقصود العمل أن تعمل بطاعة ربك، وأن تؤدي فرائضه ، وتحذر محارمه عن بصيرة وعن علم وعن رغبة فيما عند الله، وحذر من عقابه - سبحانه وتعالى-، ولك بكل حرف حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها ؛ كما صح به الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول عليه الصلاة والسلام : (من قرأ حرفا من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها). هذه من نعم الله العظيمة أن يحصل لك الخير العظيم بقراءة كتاب الله من العلم والعمل، وهذه الحسنات العظيمة.