هل يُحاسب المرء الذي استبدل قلبة بقلب قرد أو قلب صناعي على تصرف القلب الجديد وما جزاء الطبيب الذي يستأصل القلوب، وما موقف الدين من الطبيب الذي ينزع القلب من حيوان بريء ويحكم عليه بالموت من دون ذنب؟
هذا محل نظر ولم يثبت عندنا حتى الآن أن أحداً عاش بقلب غيره واستقام له ذلك القلب, فلو فرضنا أنه عاش بذلك فإن القلب ينتقل إلى حال صاحبه الذي ركب فيه بدل ما كان قلب حيوان آخر يكون تابعاً لما ركب فيه؛ لأن المواد التي اتصلت بهذا القلب وصارت إليه وغذته هي مواد القلب الأول, فصار القلب الآن هو قلب المركب فيه للإنسان الذي ركب فيه لا قلب الحيوان سواءً قرداً، أو كلباً أو غير ذلك, ويكون له الحكم الذي كان للقلب الأول؛ لأن المادة التي غذي بها القلب الأول تغذى بها هذا القلب الجديد من دم هذا الشخص, فصار له حكم القلب الأول إذا عاش به واستقام به أمره, أما كونه يذبح الحيوان ويأخذه منه هذا شيء آخر, فقد يقال أن أخذه من حيوان يباح مثل أخذه من خروف, أو من معزى, أو من بقر, أو من إبل هذه حيوانات مباح ذبحها لمصلحة, فإذا أخذ منها قلباً وركبه في إنسان فلا بأس, أما ذبح القرود, أو الكلاب محل نظر والأقرب والله أعلم أنه لا يجوز تعاطي ذلك والأظهر أنه لا يجوز تعاطي ذلك, لكن لو وقع وفعل وعاش به الإنسان وانتفع به الإنسان مثل لو ركب في عظم حيوان آخر من كلب أو غيره وعاش به لا يزال ينفعه ويستقيم عليه, لكن كونه يتعمد أن يأخذ قلباً قرد أو قلب كلب, أو قلب بغل, أو حمار من الحيوانات النجسة هذا محل نظر, وفي الإقدام عليه نظر, وقد يقال إنه يجوز؛ لأن الإنسان مقدم على هذه الحيوانات, ومصلحته مراعاة فهو أولى بالعناية, وأولى بتحقيق مصلحته إذا تحققت ذلك وأنه ينتفع بقلب هذا الحيوان, وقد يقال لا؛ لأن النجاسات لا يداوى بها, والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تداووا بحرام), وهذا نوع من التداوي بالحرام فيمنع, فالمقصود أن أخذ قلب حيوان محرم كالكلب والقرد ونحو ذلك, أو عضو من أعضائه للإنسان فهذا هو محل النظر, بعض أهل العلم أجاز ذلك وبعض أهل العلم لم يجز ذلك وهو محل نظر ومحل اجتهاد. والذي يذهب إليه الشيخ عبد العزيز بن باز؟ والله عندي توقف في هذا في الحيوانات المحرمة فيها نظر. بارك الله فيكم ، إذاً القلب المزروع هو يتحول إلى المكان المزروع فيه؟ لو وقع سواء قلنا جوازه بعدم جوازه لو وقع لا ينزع يستمر به ويكون له حكم القلب الأول, ولا يضره كونه من الحيوان ما يضر إذا عاش به واستقام عليه وعقل به الأمور فالحمد لله ، والأشياء التي هي في محل القلب الأول تنتقل إلى القلب الجديد كالحب والكراهية والإيمان؟ كل هذه الأشياء موجودة في الإنسان؛ لأن مواد القلب الأول موجودة.