يقول العلم: إن الإنسان يفكر بالمخ، ولكن هناك بعض الآيات في القرآن الكريم وكذلك بعض الأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم تشير إلى القلب، مثلاً: ((أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ)) [العنكبوت:10]، ثم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) أرجو التوضيح زادكم الله من علمه؟
ليس هناك منافاة بين ما في النصوص من أن القلب هو محل الصلاح والفساد وما يقوله الأطباء من جهة المخ، فإن الدماغ له صلة بالقلب، والقلب له صلة بالدماغ، كما قال أهل العلم، ولهذا قال جل وعلا في كتابه العظيم: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا.. (46) سورة الحـج، فجعل العقل يتعلق بالقلب، فالعقل محله القلب، ولكن له صلة بالدماغ، إذا خرب الدماغ اختل العقل، فالقلب له ارتباط بالدماغ، والدماغ له ارتباط بالقلب، فإذا اختل هذا اختل هذا، وإذا اختل هذا اختل هذا، فليس هناك منافاة بين ما قاله الأطباء عن الدماغ وبين ما قاله القرآن والسنة من أن القلب هو محل الصلاح والفساد، فالقلب متى صلح صلح الجسد كله كما في الحديث، ومتى فسد فسد الجسد كله، لأنه محل الإيمان، محل الخوف من الله، محل تعظيم حرمات الله، لكن له ارتباط بالدماغ، فإذا اختل الدماغ اختل القلب، وهذا معروف عند الأطباء، ومعروف بالتجارب، لأنه متى أصيب الرجل في رأسه اختل شعوره كثيراً في كثيرٍ من الأحيان في الضربة التي تكون في الرأس، فالحاصل أن الرأس له صلة بالقلب، والقلب له صلة بالدماغ، فلا منافاة بين هذا وهذا.