لقد تزوجت برجل من مدة ست وعشرين سنة، وأنجبت منه ابنين وأربع بنات، وقد مكثنا عشر سنوات على خير ما يرام، وبعدها بدأت ألاحظ على زوجي تغيراً في عينه، مما جعلني أخاف من ذلك وأكره هذا المنظر ولا أطيقه، وإذا دخل علي في البيت أرى كأن في عينيه ناراً، مما يجعلني لا أطيق الاجتماع به ولا السير معه، ولا أجلس معه من أجل الخوف الذي يساورني إذا رأيته؛ لأنه في حالة غير طبيعية مما أشاهده في عيونه، وقد أخذني أخي إلى جدة ليعالجني هناك خشية أن يكون بي مرض، وأنا ليس بي مرض، وقد ذهبت إلى أهلي أربع مرات من أجل ذلك ويردونني عليه، وبعد ذلك أخذت إحدى البنات وذهبت إلى الرياض واستأجرت بيتاً وسكنت فيه، ثم جاء أهلي وأخذوني وردوني إلى بيت زوجي في المنطقة الشرقية، وقد اتهمت أيضاً بفقدان الذاكرة، وأنا ليس بي شيء بحمد الله، وقال أخي: إن عندي انفصاماً في الشخصية، وإني مجنونة، فأرجو من مكارم أخلاقكم أن تتفضلوا بتوجيهي، كيف أتصرف حتى أعود إلى حياتي الزوجية كما كنت؟ جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالذي أرى في مثل هذا عرض الحالة على من تظنين أن عنده خبره بهذا المرض النفسي الذي حدث لك، لعله يجد علاجاً لهذا، هذا مرض نفسي يعرض على أطباء العلاج النفس، علاج الأمراض النفسية لعله يجد لك علاجا، وإما أن يعالج مثل هذا العناية بالقرآن الكريم، النفث في يديك عند النوم، تنفثي في يديك عند النوم، تقرئين: (قل هو الله أحد) والمعوذتين ثلاث مرات عند النوم، وتمسحين بذلك على ما أقبل من جسدك، على الرأس والوجه، وما أقبل من الجسد ثلاث مرات عند النوم، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعمل هذا إذا اشتكى شيئاً -عليه الصلاة والسلام-، مع التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق صباحاً ومساء ثلاث مرات، وكذلك: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباحاً ومساء، وقراءة آية الكرسي عند النوم، كل ذلك من أسباب العافية والسلامة، وهكذا قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، قراءة: (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة، مع تكرار السور الثلاث بعد المغرب والفجر ثلاث مرات، كل هذا من العلاج لهذا المرض إن شاء الله، لأنه قد يكون هناك شيء، إما عين، وإما غير ذلك من أعمالٍ سيئة من بعض خصومك أنت وزوجك. المقصود أن هذا قد يكون هناك عمل غير صورة زوجك في نظركِ، وفي مقابلتك له، من عمل بعض المفسدين، أو عين من النظر، يسمونها النظرة، قد يكون هذا وقد يكون هذا، فإذا فعلت ما ذكر من القراءة والتعوذات فلا بأس، ونرجو لك الشفاء وإن عرضت نفسك على بعض الأطباء النفس رجال أو نساء وأخبرتيهم بالواقع ربما يكون عندهم شيء من العلاج، نسأل الله لك الشفاء والعافية. أما ما يتعلق بالنزاع والخصومة فهذا لدى المحكمة، إذا كان هناك نزاع غير هذا المرض هذا عند المحكمة. يبدو أن النزاع أو الخلاف بسبب هذه الحالة؟ هذا هو الظاهر، هو ما حصل لها عند التغير في نظرها بالنسبة إلى زوجها، قد يكون هذا شيئاً واقعاً، وقد يكون شيء في عينها فقط. والله أعلم. نفترض أن الزوج يستمع إلينا الآن، هل من كلمة للزوج والمرأة في هذه الحالة الحديثة عليه؟ نوصي الزوج بالعناية بها، بالأساليب الحسنة، والكلام الطيب، والخطاب المناسب، والدعاء، كل منهما يدعو الله أن يزيل ما حصل، وهي تدعو ربها أن الله يشفيها مما أصابها، والزوج يدعو الله أن يشفيه مما وقع، ويشفيها مما وقعت، يسأل ربه أن يشفيه مما وقع إن كان هناك شيء فيه، ويسأل ربه لها أيضاً أن الله يشفيها ويعافيها مما أصابها، الدعاء سلاح المؤمن، والله يقول -سبحانه-: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر: 60]. فنوصي كلاً منهما بسؤال الله العافية والشفاء مما حصل وأن الله يعيد الحالة إلى حالتها الأولى الحسنة وهو قادر على كل شيء -سبحانه وتعالى-. سماحة الشيخ المريض قد لا يحسن معالجة نفسه؟ هل تنصحونها بأن يقرأ عليها بعض الناس أو يصف لها بعض الوصفات المناسبة؟ لا هي تقرأ، إذا كانت تقرأ، أو يقرأ لها زوجها، أو يقرأ لها أخوها أو أبوها أو امرأةً صالحة تقرأ وتنفث عليها، طيب.