يسأل أخونا أيضاً عن الأوقات التي فيها ساعات الاستجابة؟
أوقات الإجابة عديدة، جاءت السنة بيانها، منها ما بين الأذان والإقامة، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد)، ومنها جوف الليل وآخر الليل، فالليل فيه ساعة لا يرد فيها سائل، وأحراها جوف الليل وأخر الليل: الثلث الأخير، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى إذا انفجر الفجر) فينبغي للمؤمن والمؤمنة تحري هذه الأوقات والحرص على الدعوات الطيبة الجامعة في وسط الليل في أخر الليل، في جميع ساعات الليل، لكن الثلث الأخير وجوف الليل أحرى بالإجابة، مع سؤال الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجيب الدعاء، مع الإلحاح وتكرار الدعاء والإلحاح في ذلك، وحسن الظن بالله، وعدم اليأس، بل يلح يرجوا من ربه الإجابة، ويكثر من توسله بأسمائه وصفاته -سبحانه وتعالى-، وكذلك في السجود ترجى فيه الإجابة، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم) يعني فحري أن يستجاب لكم، رواه مسلم في الصحيح. وكذلك حين يجلس الإمام يوم الجمعة في المنبر للخطبة، وهو محل إجابة لصلاة الجمعة، وقبل السلام منها، وهكذا آخر كل صلاة قبل السلام محل دعاء، وترجى فيه الإجابة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما علمهم التشهد قال: (ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو)، يعني في آخر الصلاة قبل أن يسلم، وهكذا آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس، أيضاً كذلك هو وقت إجابة، فينبغي الإكثار من الدعاء بين صلاة العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة، وأن يكون جالساً ينتظر الصلاة؛ لأن المنتظر في حكم المصلي، وقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في يوم الجمعة: (أن فيها ساعة لا يرد فيها سائل) وأشار إلى أنها قليلة، وفيها: (لا يسأل الله وهو قائم يصلي)، قال العلماء: يعني ينتظر الصلاة، فإن المنتظر له حكم المصلي؛ لأن وقت العصر ليس وقت صلاة. فالحاصل أن المنتظر لصلاة المغرب في حكم المصلي، فينبغي أن يكثر من الدعاء قبل غروب الشمس، إن كان في المسجد في المسجد، وإن كانت امرأة أو مريض في بيته، ينتظر الصلاة ويدعو، هذه الأوقات المذكورة كلها أوقات إجابة، ينبغي فيها تحري الدعاء والإكثار منه، مع الإخلاص لله والضراعة والانكسار بين يديه، والافتقار بين يديه -سبحانه وتعالى-، والإكثار من الثناء عليه، وأن يبدأ الدعاء بحمد الله والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن البداءة بالحمد لله والثناء عليه، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من أسباب الإجابة، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.