إنه ارتكب بعض المعاصي في تلكم المرحلة وسنه ثمان عشرة سنة، ويسأل عن الكفارة والتوجيه؟
الحمد لله، الله شرع للعباد التوبة، فقال سبحانه: ..وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور، فجعل التوبة فلاحاً للتائب، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا.. الآية (8) من سورة التحريم، فالواجب عليك أيها السائل التوبة إلى الله وذلك بالندم على ما مضى، والتأسف والحزن على ما مضى، والعزم الصادق ألا تعود في ذلك، العزم القوي الصادق ألا تعود في هذا المنكر، مع الإقلاع منه وتركه خوفاً من الله وتعظيماً لله وإخلاصاً له سبحانه وتعالى، هذا هو دواء الذنوب والمعاصي، دواؤها التوبة الصادقة المشتملة على الندم الماضي والإقلاع من المعصية في الحال، والعزم الصادق ألا يعود فيها، هكذا يكون المؤمن في توبته، وإذا كانت فيها حقوق للآدميين، فلا بد من شرط رابع أيضاً، وهو تسليمهم ما عنده من الحقوق لهم، أو تحللهم من ذلك، فإذا أوفاهم وأعطاهم ما عنده لهم من المال، وأرضاهم بحقهم انتهى موضوعهم، وإن سامحوه وتحللوه كذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من كان عنده لأخيه مظلمة من عرضه أو شيء فليتحلله اليوم، قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته، فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)، وهذا خطر عظيم، فأنت يا أخي عليك بالاستقامة على التوبة والعمل الصالح، والحذر من العودة إلى ما حرم الله عليك، وأبشر بالخير، وأبشر بالعاقبة الحميدة؛ لأن التوبة فلاح لأهلها ونجاة لأهلها، والله المستعان.