في قريتي رجل يدعي أنه قابل الخضر -عليه السلام- في المدينة المنورة وأعطاه تمرة، كما يدعي أنه يُعالج المرضى، ولهذا فالناس يتوافدون عليه ليل نهار؛ ليعالجهم عن طريق المسح على مكان الألم مقابل بعض النقود، هل هذا صحيح؟ أم أنه نوع من الشعوذة واستغلال السذج والبسطاء؟
أما الخضر فالصحيح أنه مات من دهرٍ طويل قبل مبعث النبي -عليه الصلاة والسلام-، وليس لوجوده حقيقة، بل هو كله باطل، وليس له وجود، هذا هو الصحيح الذي عليه المحققون من أهل العلم، فالخضر -عليه الصلاة والسلام- قد مات قبل مبعث نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل قبل أن يرفع عيسى -عليه الصلاة والسلام-، فالصحيح أن الخضر نبي كما دل عليه ظاهر القرآن الكريم، وقد قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (أنا أولى الناس بابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي) هكذا يقول نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، إنه أولى الناس بابن مريم ليس بينه وبينه نبي، فدل على أن الخضر قد مات قبل ذلك، على فرض أنه ليس بنبي وأنه رجل صالح لكان اتصل بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم لو فرضنا أنه لم يتصل لكان مات على رأس مائة سنة، كما قال -عليه الصلاة والسلام- في آخر حياته: (لا يبقى بعد ليلتي هذه على رأس مائة سنة من هو على وجه الأرض .....)، فدل ذلك على أن من كان موجوداً ذلك الوقت لا يبقى بعد مائة سنة، هذا نص النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأنهم يموتون قبل انخرام المائة، فالحاصل أن الخضر قد مات وليس بموجود، والذي يزعم أنه رآه، إما أنه كاذب، وإما أن الذي قال: إنه الخضر قد كذب عليه وليس بالخضر، وإنما هو شيطان من شياطين الإنس أو الجن. أما هذا الذي يعالج الناس يمسح على محل المرض، فهذا ينظر في أمره إن كان من الناس الطيبين المعروفين بالاستقامة والإيمان، وأنه يقرأ عليهم مثل الفاتحة، مثل شيئاً من القرآن يدعو الله لهم فلا بأس، وإن أخذ شيئاً من الأجرة فلا بأس، أما إن كان لا يعرف بالخير بل يتهم بالسوء فأنه يمنع، ولا يؤتى ولا يمكن من ذلك، يمنع بواسطة المسئولين في البلد؛ لأن هذا في الغالب يكون خرافياً أو مشعوذاً، أو يستخدم الجن، أو كذاباً يأخذ أموال الناس بالباطل، نسأل الله السلامة.