|
|
الأسد
|
يعد النظام البعثى فى سوريا من أقوى الأنظمة العربية، إلا أن سقوط النظامين التونسى والمصرى باعتبارهما أكثر الأنظمة استقرارا فى الشرق الأوسط، ربما يهدد النظام «الملكى الجمهورى» فى دمشق، هذا ما خلصت إليه صحيفة «جارديان» البريطانية فى تقرير نشرته أمس، وضع سوريا على قائمة المرشحين للانضمام إلى الدول التى اجتاحتها الانتفاضات.
وأشارت الصحيفة إلى أن البعض كان يعتقد أن النظام البعثى فى سوريا ، الذى حاولت الدول المعتدلة والغربية ترويضه، بمنأى عن الانتفاضة لأنه مستقر ويكتسب «شرعية وطنية» من دعمه للمقاومة، وأيديولوجية الدفاع عن القضية الفلسطينية والنضال ضد إسرائيل والمعسكر الغربى، الذى كانت تفتقدها الأنظمة العربية الأخرى.
واعتبرت «جارديان» أن هذه الحجة السورية تكاد تكون «وهمية» فى ظل تزايد مطالب الإصلاح السياسى فى سوريا حاليا، وذكرت أنه على الرغم من أن الرئيس «الأسد» يتمتع بشعبية أكثر مقارنة بنظرائه، فإن جهازه الأمنى القمعى، الذى يقوده أعضاء فى عائلته أشد ضراوة من نظامى مبارك وبن على.
ورصدت الصحيفة البريطانية، نقاط تشابه بين نظامى مبارك والأسد، تتمثل أولاً فى الفساد والاحتكار الذى يمارسه آل الأسد داخل سوريا مثلما كان يفعل نظام الرئيس المصرى السابق، حيث يسيطر ابن عم الرئيس الأسد رامى مخلوف، ورئيس الرأسماليين داخل البلد على الوضع الاقتصادى، بما دفع بالمحتجين إلى حرق فرع شركة الهاتف المحمول التى يملكها فى درعا.
ويأتى الأمر الثانى فى التشابه بين النظامين السورى والمصرى، فى احتكار الحزب السياسى الحاكم فى كلا البلدين للعملية السياسية، ففى سوريا يعد حزب البعث، الذى يضم مليون عضو، الأكثر انتشارا وتأثيرا وربحية والأطول بقاء فى السلطة، مثلما كان الحزب الوطنى الديمقراطى فى مصر، للدرجة التى حرق فيها المتظاهرون مقار الحزب البعثى فى درعا تقليدا لحرق مقار «الوطنى» فى القاهرة. فى حين يتمثل التشابه الثالث فى اعتماد كلا النظامين على شراء الأصوات ودفع الرشاوى فى الدوائر الرئيسية خلال الانتخابات.