الشخص الذي عمل بعض المخالفات في شبابه, وهذه المعاصي كثيرة جداً, ما هو الشيء الذي يكفرها بعد أن تاب إلى الله، هل تكفي التوبة في ذلك؟
التوبة كافية، من أتى شيء من المعاصي ثم تاب تاب الله عليه، مثلما قال -صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تجب ما قبلها)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، والله سبحانه يقول: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[النور: 31]؛ لأجل تفلحوا، فدل على أن من تاب أفلح، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[التحريم: 8] فمن تاب توبة صادقة تاب الله عليه، وغفر له وأدخله الجنة، لكن إن كان عنده حق للناس أعطاهم حقوقهم، إن كانت المعصية تتعلق بالناس في أموالهم أو دمائهم أو أعراضهم فعليه أن يعطيهم حقوقهم، إن كان عنده مال يعطي المال لأهله: سرقة أو غصب يعطيه لأهله، أو كان عنده قصاص يمكن من نفسه حتى يقتص منه، أو يعطيه الدية إذا رضوا بها، وهكذا، إذا كان عنده حقوق لا بد من أدائها، يعطي الناس حقوقهم، وهكذا الغيبة إذا تيسر أنه يستحله يقول: أبحني اغتبتك سامحني جزاك الله خيرا، فإن لم يتيسر ذلك أثنى عليه بالأعمال التي يعلمها عنه من الخير، بالأعمال الخيرية التي يعلمها يثني عليه بها في المجالس التي اغتابه فيها، ويدعوا له ويستغفره ويتوب ويندم.