يذكر بأنه الحادية والثلاثين من العمر كنت لا أصلي ولا أصوم إلا القليل, وكنت لا أبالي في ارتكاب الآثام قبل ثمان سنين, وقد منّ الله -عز وجل- عليّ بالتوبة والاستقامة, أحمد الله على ذلك, فأرجو من سماحتكم أن توضحوا لي ماذا أعمل بالصوم الذي لم أصمه ولا أدري عدد
التوبة تكفي والحمد لله، التوبة تكفي، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تجب ما قبلها)، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وهذا هو معنى قوله -سبحانه-: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر: 53]، أجمع العلماء على أن هذه الآية الكريمة في التائبين، وأن من تاب إلى الله من شركه وكفره تاب الله عليه، وهكذا من تاب عن المعاصي، فليس عليك يا أخي قضاء للصلاة الفائتة التي تركتها ولا الصوم، والحمد لله، عفا الله عن ذلك بتوبتك، وعليك بالجد والاجتهاد في طاعة ربك، والإكثار من العمل الصالح، والله يقول سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى[طـه: 82].