لم أتعامل مع جاري، وأبتعد عنه، ولم أتحدث معه؛ وذلك من أجل الدين، وليس من أجل أي هدفٍ دنيوي، فبماذا تنصحونني؟
إذا كانوا قد أعلنوا المعاصي أو الكفر يستحقون الهجر؛ لكن إذا رأيت أن تنصحهم لما وقع منهم وعدم هجرهم ورأيت أن هذا أصلح تنصحهم وتوجههم إلى الخير, وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر؛ لأن الله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى (المائدة: من الآية2), ويقول-جل وعلا-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -في الحديث الصحيح: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، فإذا رأيت توجيههم إلى الخير ونصيحتهم فأنت على خير عظيم، أما إذا يئست ولم يقبلوا منك النصح فهجرهم مستحب.