كان أحد إخوتي يقود السيارة بسرعة شديدة، وأخي الثاني جالس إلى جوار حائط المنزل، فقدر الله أن تندفع السيارة تجاهه، وقد أحدث ذلك إصابات بليغة توفي على إثرها في الحال دون أن ينطق بأي كلمة، وعندما قدم المعزون ذكر العديد منهم أنه يعتبر شهيداً، وأخبروا بأن العلماء قد أجمعوا على ذلك؛ لأن الوفاة في حادث سيارة يدخل في حكم الهدم، فهل صحيح أنه شهيد؟
نرجو ذلك، الأقرب -والله أعلم- أنه في حكم الشهيد؛ لأن ضرب السيارة له، أو انقلابها به، أو المصادمة كل هذه في حكم الهدم، فهو -إن شاء الله- شهيد، إذا دفعته السيارة أو انقلبت به السيارة، أو صدمته السيارة من الإمام أو من الخلف كله في حكم الهدم -إن شاء الله- حكمه حكم الشهداء -إن شاء الله- يعني من جهة الأجر، لكنه يغسل ويصلى عليه، لكن من جهة الأجر، أما الشهداء الذين لا يغسلون ولا يصلى عليهم هؤلاء شهداء المعركة، الشهداء في المعركة الذين يقتلون ويموتون في المعركة، معركة الجهاد في سبيل الله، هؤلاء لا يغسلون ولا يصلى عليهم، بل يدفنون في ثيابهم ودمائهم، كما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- في قتلى أحد، الذين ماتوا في وقعة أحد شهداء في المعركة لم يغسلهم ولم يصل عليهم -عليه الصلاة والسلام-، وأخبر أنهم أحياءٌ عند ربهم يرزقون، أما الذي مات بهدم أو غرق أو ...... البطن أو الطاعون هؤلاء يقال لهم: شهداء، وهكذا من في حكمهم مثل من يصدم بالسيارة أو تنقلب به السيارة أو نحو ذلك، هؤلاء لهم حكم الشهداء من جهة الأجر، لكنهم يغسلون ويصلى عليهم. جزاكم الله خيراً.