عندي وبجواري عجائز، وهن من أقاربي، ولكنهن ليس من محارمي، وأذهب إليهن لأزورهن وأساعدهن في بعض ما يحتجن إليه، لكني عند دخولي عليهن أصافحهن أو أسلم على رؤوسهن، فما حكم الشرع في ذلك، وهل يحق لي زيارتهن والحال ما ذكر؟
أنت مأجور في الإحسان إليهن وقضاء حوائجهن، جزاك الله خيراً، لقول الله سبحانه: ..وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ.. (36) سورة النساء، فأمر بالإحسان إلى الجار القريب وغير القريب، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) وفي اللفظ الآخر: (فليحسن إلى جاره) وقال عليه الصلاة والسلام: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، فنوصيك بالاستمرار في هذا العمل الطيب والإحسان إليهن، ولكن لا تصافحهن، ولا تقبل رؤوسهن، بل يكفي السلام والكلام والمساعدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء) ولقول عائشة -رضي الله عنها-: (والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط ما كان يبايعهن إلا بالكلام) ولو كان يصافح العجائز لنقل؛ ولأن الإنسان قد يفتن بالعجوز، قد تكون جميلة، وقد تكون ذات صوت رخيم، وقد تكون، المقصود أن كل ساقطة لها لاقطة، قد تقع فتنة، فالسنة والواجب أن لا تصافحهن ولا تقبل رؤوسهن، ولكن بالكلام الطيب والسلام والإحسان إليهن بقضاء حوائجهن والصدقة عليهن إن كن محتاجات. وهناك أمر آخر وهو الخلوة ليس لك الخلوة بواحدة منهن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما) وهذا يعم الكبيرة والشابة، لكن إذا كن اثنتين فأكثر فلا بأس.