إنها تصر على الذهاب إلى أهلها في كل أسبوع، ثم إنها تدفع الراتب كاملاً إلى أهلها، مع العلم أنه هو الذي يذهب بها إلى المدرسة ويعيدها أيضاً إلى المدرسة، وهي تترك البيت كثيراً في سبيل هذه الوظيفة، ثم يقول: إنها تهمل رعاية البيت وطفل، وتترك كل ذلك للخادمة، وه
سم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله سيد ولد آدم وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد: فإن الواجب على كل زوجة أن تسمع وتطيع لزوجها في المعروف وليس لها أن تذهب على أهلها إلا بإذنه، ولا إلى غير أهلها إلا بإذنه، وهكذا التدريس ليس لها أن تدرس إلا بإذنه إلا أن يكون قد شرط عليه عند العقد، فالمسلمون على شروطهم، وإلا فليس لها أن تدرس إلا بإذنه، وكونها تذهب إلى أهلها كل أسبوع، ليس لها ذلك إلا بإذنه، فينبغي لك أن تلاحظ الموضوع وأن تنظر في المصلحة فإن رأيت أن في ذلك مصلحة فلا بأس، مراعاة لخاطر والديها وحرصاً على سلامة القلوب وبقاء المودة، وإن تيسر أن يكون ذهابها إليهم أكثر من ذلك عشرة أيام أو نصف شهر فلا بأس، تتفق أنت والوالدان والمرأة على الشيء الذي فيه المصلحة للجميع وفيه كسب رضاك وعدم التسبب في الفراق، وهكذا ليس لها الخروج لغير أهلها إلا بإذنك، والواجب عليها أن تلزم البيت وتعتني بالأولاد، وتربيتهم التربية الطيبة، ولا ينبغي أن تكلهم إلى الخادمة، بل ينبغي أن تعتني بهم هي وأن تجتهد في تربيتهم والإحسان إليهم، وإذا كانوا يفهمون تحرص على تربيتهم التربية الإسلامية وتوجيههم إلى الخير، أما الراتب فهو لها، لكن ينبغي لها أن تعطيك بعض الشيء في مقابل تعبك وذهابك وإيابك وتسميحاً لخاطرك ولا سيما إذا كنت محتاجاً فإن المشروع لها أن تساعدك، لأن الله يقول سبحانه:وتعاونوا على البر والتقوى، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، فنيصحتي لها أن تساعدك من الراتب والواجب عليها أن تسمع وتطيع لك في كل شيء ليس فيه معصية لله عز وجل، لا في ذهابها إلى أهلها ولا في غيرهم، أما وجود الخادمة لديكم فأنت قد أخطأت في جلب الخادمة، هي التي سببت هذه المشاكل، أبعد الخادمة، حتى تقيم في البيت هي وتقوم بأولادها وخدمة البيت، فإبعاد الخادمة هو الطريق إلى السلامة من ذهابها إلى أهلها وغيرهم في كل وقت، ثم الخادمة وجودها عندك فيه خطر عليك وعلى دينك، وليس في البيت غيرها، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، فوجودك في البيت والمرأة خارج البيت في المدرسة أو عند أهلها فيه خطر عظيم، فنصيحتي لك إبعاد الخادمة وردها إلى أهلها، وأن تقوم الزوجة بما يتعلق بالبيت ولو تركت التدريس، هذه نصيحتي لكما جميعاً، ونسأل الله للجميع الهداية والتوفيق. إذن الأولى هذه الأمور الحياة الزوجية؟ نعم،على كل منهما العناية بالحياة الزوجية، والحرص على بقائها على الوجه الشرعي من دون معصية لله عز وجل. يصفها في نقطة من الرسالة سماحة الشيخ يقول: إنها جرئية ولا تهاب الرجال وإذا ما نصحها وصفت نفسها بأنها شريفة وهكذا.. ولو، ولو عليه أن ينصحها دائماً وأن يأخذ على يدها وألا يترك لها الحبل على القارب، فإن شياطين الإنس يطمعون في المرأة وربما جروها إلى ما لا تحمد عقباه، فالمقصود أن المشروع لك أيها الأخ أن تعتني بحفظ زوجتك وبقائها في البيت وأن تعمل كل الأسباب التي تبعدها عن الخروج إلا بإذنك. لعل هذه الرسالة تتيح لنا الفرصة سماحة الشيخ كيما نسأل إذا ما أراد الإنسان أن يتزوج من موظفة، فما هي الشروط التي تنصحونه أن يشترطها حتى تكون الحياة الزوجية مستقيمة؟ هو يعمل بالأصلح إن رأى الموافقة على بقائها في الوظيفة فلا بأس، وإن رأى اشتراط ترك الوظيفة فلا بأس، هو أعلم بنفسه، وهذا شيء يرجع إلى علمه وإلى حاجته وإلى تقديره، فإذا تيسر بقاؤها في الوظيفة الطيبة وفي البيت من يقوم مقامها بإصلاح البيت كأمه وأخواته ونحو ذلك، وإلا فالأصلح ألا يقبل موظفة بل يتزوج امرأة غير موظفة حتى تقيم في بيته وحتى تعتني بالبيت، وحتى يرتاح إليها إذا جاء من عمله وجدها مهيأة له مستريحة، هذا هو الأفضل له، فإنه إذا أخذ موظفة قد تحول بينه وبين مصلحته، عملها، قد يحول بينه وبين مصلحته عملها في الوظيفة، قد تأتي وهي في غاية من التعب فلا يحصل له مطلوبه في الاستمتاع بها والراحة إليها، والمقصود بكل حال هو أن ينظر فيما هو أصلح له في دينه ودنياه مع الموظفة وغيرها.