لقد قرأت في كتاب: إذا جالس المسلم شارب الخمر سوف يهبط عمله أربعين يوماً، أرجو منكم توضيح هذه المسألة، وهل ما قيل صحيح؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذا الحديث لا نعلم له أصلا ، وليس مما يعرف عن النبي - عليه الصلاة والسلام-، بل هو فيما يظهر موضوع ، مكذوب ، لكن مجالسة شارب الخمر لا تجوز ، والواجب الإنكار عليه ، وتوجيهه إلى الخير ، وإرشاده ونصيحته ، ولا يجوز أن يتخذ أصحاب الخمر جلساء ، بل الواجب الإنكار عليهم ، ونصيحتهم وبيان عظم الخطر فيما يفعلونه ؛ لأن الخمر لعنها الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، ولعن شاربها، وعاصرها ومعتصرها، وحاملها والمحمولة إليه، وبائعها ومشتريها، وآكل ثمنها ، فهي أم الخبائث. وشرب الخمر من أقبح الكبائر لما فيها من إزالة العقل ، ولأنها وسيلة إلى شر عظيم ، فالواجب على كل مسلم أن يحذرها ، وأن يحذر مجالسة أهلها ، ولكن يجتهد في النصيحة لهم ، وتوجيههم إلى الخير.