ما معنى الحديث النبوي الشريف الآتي يقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا ساد القبيل فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأُكرم الرجل اتقاءً لشره فانتظروا البلاء؟
هذا الحديث مروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم – ولكني فيما أعلم أنه ضعيف الإسناد لا تقوم به الحجة، ولكن معناه صحيح: متى ساد القوم أرذلهم وصار زعيمهم فاسقهم فالخطر عظيم والفساد كبير والعاقبة وخيمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذا معلوم بالأدلة الأخرى ومن الواقع أيضا، فإن الواجب أن يكون سيد القوم كريمهم وعالمهم وأفضلهم والبصير بشؤونهم حسب الإمكان، فإذا ساد القوم الفساق أو الكفار صار الخطر عظيما، والبلية كبيرة، وصار الفساد يتنوع على حسب حال الوالي ونشاطه في الباطل، أو نصحه للرعية وعدم نشاطه في الباطل، وقد يكون فاسقا لكنه غيور وحريص على صلاح الرعية التي تحت يده فيقل الشر ويكثر الخير؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم– في الحديث الصحيح: (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) فقد يكون الرجل فاجرا ولكن عنده غيرة وعنده نصح وعنده رغبة في الخير فينفع الله به الأمة وفجوره على نفسه، وهذا يقع في الأمراء ويقع في غير الأمراء، ويقع أيضا في رؤساء العوائل، فقد يكون فاسقاً وكنه جيد في عائلته غيور يحمي عائلته وينصح لهم ويجتهد في سلامتهم من الفواحش والمنكرات وهو في نفسه ليس بطيب، فالحاصل أن رئاسة الفجار والكفار فيها خطر عظيم، ولكن قد يقع فيهم من هو غيور على أهله وحرمه وعائلته، وقد يقع فيهم من هو غيور على بلده وقريته وقبيلته ومن تحت يده فينصح لهم ويجتهد، وفجوره على نفسه فيما بينه وبين ربه، نسأل الله السلامة.