تقديرا واحتراما, لكل الذين يعرفون الحقيقة.. من هيرودوت إلي الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. أتوقف فقط عند الشامخة وصاحبة الصوت الماسي.. تلك الفنانة العبقرية فيروز فهي التي حلقت بنا في سماء الاعتراف بالمعني الحقيقي للعروبة.
.. مصر عادت شمسك الذهب.. فقد أعاد شهداء ثورة25 يناير شمس مصر الذهبية.. استحقوا هذا التقدير الرفيع, من أعظم مؤسسة عسكرية في المنطقة.. كانت لحظة فاصلة.. عندما وقف أحد جنرالاتها ليؤدي التحية العسكرية, للشهداء الذين غيروا وجه الدنيا.. كان القائد العسكري المنتصر حسني مبارك يغادر مسرح الحياة.. والسياسي الذي أفسد وأفسدته السياسة مسرح العالم العربي!!
كان حسني مبارك قائدا عسكريا عظيما.. وكان حسني مبارك سياسيا ساذجا.. سيذكر له التاريخ, وتذكر له الأمة.. أنه واحد من أهم جنرالات أعظم انتصار عسكري في تاريخها.. وسيشهد عليه التاريخ أنه كان عنوانا للدكتاتورية.. رمزا للعجز.. مرادفا لمعني الفشل.. فعندما كان قائدا عسكريا, كان جزءا من منظومة شديدة الاحترام لحظة الهزيمة.. ووقت أن ظهر علي المسرح السياسي كان أملا أخذته العزة بالإثم.. قال: أنا إسمي حسني مبارك.. تلك اللحظة كان يحاول أن يكون متفردا عن الزعيم جمال عبد الناصر.. والرئيس أنور السادات.. إختار لنفسه المكان والمكانة.. بدأ عصره بمجموعة من القرارات, والأداء الشكلي المبهر.. ثم مضي في طريق الأطلال.. كأنه يحاول أن يترجم معاني كتبها الدكتور إبراهيم ناجي.. وصدحت بها كوكب الشرق أم كلثوم.. لكنه لم يسرع الخطي.. كان رجل الفرص الضائعة.. كان يمضي عكس التيار.. اختصر الوطن.. لم يعجبه الاختصار.. فاختصره أكثر.. ثم عاد لتجويد الاختصار.. لحظة أن وصل إلي أن جعل مصر صفرا كبيرا في الدنيا.. بدأ رحلة الصعود إلي الهاوية!!
حسني مبارك القائد العسكري العظيم.. ذهب مغادرا أرض الكنانة مشيعا باحتفالات شهدت عليها الدنيا.. إختار الصغار ليحيطوه بكل ألوان النفاق.. فتلاشي كما البخار.. شيعه كبير عيلة نظيف أفندي.. كان يتربص به صفوت الشريف.. ترك أستاذ القانون أحمد فتحي سرور علمه ليمضي في الزفة.. خدعه هذا الساذج العملاق أحمد عز.. خانه الذين يحملون المباخر.. شهد كل الكذابين والمنافقين علي نهايته, في لحظة تجرع فيها سم الانكسار!!
راقبه الشعب المصري العظيم لن أقول الشقيق إحتفي بمغادرته للدنيا أعضاء الجالية المصرية في القاهرة.. تلك الفئة المحترمة التي اختصرها, فانفجرت أمة عظيمة تشيعه بالاحتفالات!! غادر القائد العظيم.. السياسي الفاسد.. مسرح الوطن وبقي التاريخ شاهدا له وعليه.. إستهلك من عمر الأمة ثلاثين عاما.. وأدعو له بطول البقاء ليراها بعد ثلاث سنوات.. خانه الجميع, حتي ذاك الشاب المنسوب إليه باسم جمال وكنت أتمني أن يكون جمالا.. شتان الفارق بين جمال مصر الحقيقي.. وجمال مصر المدهون بلون حسني مبارك وفتحي سرور وأحمد عز وأحمد نظيف, وصفوت الشريف, وذاك الحزب الوطني الافتراضي.
انتفض شباب مصر عباقرة اللحظة والمستقبل صنعوا أعظم ثورة في التاريخ.. جعلوا من ميدان التحرير أعظم ميادين الدنيا.. اعترف زعماء العالم بأن هذا الوطن هو مركز الكون.. ليست مبالغة.. تلك حقيقة.. أما كل الصغار الذين راهنوا علي موت الشعب المصري العظيم لن أقول الشقيق قد انتهي.. فأدركوا أنهم بحاجة إلي العودة لفصول محو الأمية في التاريخ.. وداعا حسني مبارك القائد العسكري العظيم.. ووداعا حسني مبارك الرئيس السياسي بكل إنجازاته من فساد.. ومرحبا بهذا الوطن العبقري.. مصر.. الذي حلقت به فيروز قيثارة الشرق حين قالت: مصر عادت شمسك الذهب.. وشكرا للقائلة: ماتقولش إيه إدتنا مصر.. قول هاندي ايه لمصر فهي بنت تونس وطن الشرارة والتحرر عليا عروجا علي القديرة وردة.. صاحبة لحن بليغ حمدي: وانا علي الربابة باغني.. مرورا بالعبقري حسين الجسمي الذي قال: إسألوا كل الناس.. مين هما أجدع ناس.. فقد عادت مصر إلي عروبتها, واستعادت عالمها العربي في أحضانها.. ولا عزاء للصغار الذين وضعوا أنفسهم في جزيرة معزولة هي عنوانهم.. والأيام بيننا لتقول من هو العربي الحقيقي, ومن هم الخونة.. وعليهم تدور الدوائر!!