حصل نزاع بين راعيين من رعاة الغنم وكانا يصليان معاً، ولما اشتد الخصام بينهما أقسم أحدهما إلا يصلي أبداً بسبب الشخص الثاني، وسؤالي: هل يكفر عن يمينه، وهل عليه إثم، أم أن الإثم على المتسبب وهو الشخص الثاني؟ أفيدونا أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فالواجب على هذا الذي حلف أن يكفر عن يمينه وأن يتوب إلى الله جل وعلا مما قاله، فإن الصلاة عمود الإسلام ولا يجوز لمسلم أن يتركها، بل يجب عليه أن يصليها حتى ولو كان في المرض يصلي على حسب حاله، قاعداً إن عجز عن القيام أو على جنبه إن عجز على القعود، أو مستلقياً إن عجز عن الصلاة على جنبه، كما جاءت به السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ولا يكون هذا النزاع عذراً له في ترك الصلاة، بل يجب أن يتوب إلى الله من هذه اليمين الظالمة، وأن يصلي كما أمره الله وأن يكفر عن يمينه بكفارة اليمين المعلومة وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبةٍ مؤمنة، فمن عجز عن ذلك صام ثلاثة أيام كما نص عليه المولى جل وعلا في كتابه الكريم في سورة المائدة، وعليه أن يصلي جماعةً أيضاً، سواء مع الراعي الذي معه أو مع غيره، وينبغي لهما الصلح فيما بينهما، وأن يصليا جميعاً، وأن يستعيذا بالله من الشيطان الرجيم، وأن يدعا النزاع فهما راعيان يحتاجان إلى مصالحة والمؤانسة والتعاون، وهذه نزغة شيطانية يجب عليهما التوبة إلى الله منها، والحذر من أسباب الفرقة، وعليهما أن يتعاونا على البر والتقوى، وأن يحذرا نزغات الشيطان التي تسبب التهاجر والتقاطع والتشاحن بينهما، نسأل الله للجميع الهداية.