القاهرة : تدخل الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها مصر اسبوعها الثاني وسط اصرار المتظاهرين على ضرورة تنحي الرئيس حسني مبارك واسقاط النظام ، فيما وصفت قيادات من جماعة الإخوان المسلمين والمعارض محمد البرادعي الحوار بين نائب الرئيس عمر سليمان وممثلين المعارضة بأنه "غير كاف" لاحداث التغيير المطلوب .
وعلى الرغم من اعلان الرئيس مبارك انه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة ، وتعهداته باحداث سلسلة من الاصلاحات الدستورية، يرفض المعتصمون اخلاء مواقعهم في ميدان التحرير وسط القاهرة الا بعد تنحي مبارك ، فيما يحاول الجيش تقليص تواجد المتظاهرين في مساحة أقل بالميدان لإفساح المجال أمام حركة المرور.
واندفع آلاف المحتجين أمس لوقف تحركات الجيش وعرباته المصفحة وأقاموا سلاسل بشرية استلقت على الأرض في طريق الدبابات والعربات المصفحة في مداخل ميدان التحرير لمنعها من التقدم.
قيادة موحدة
|
|
|
|
|
|
وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أن مجموعات شبابية في ميدان التحرير شكلت "قيادة موحدة"، مؤكدة انها لن ترحل من الميدان قبل استقالة الرئيس المصري.
ووعدت "القيادة الموحدة لشباب ثورة الغضب" في مؤتمر صحافي بان "لا نعود الى بيوتنا الا بعد ان تتحقق مطالب ثورتكم الباسلة"، وذلك في بيان قرأه زياد العليمي احد الاعضاء الستة في هذه القيادة التي تشكلت في نهاية كانون الثاني/يناير لكنها لم تعلن سوى الاحد.
واكدت انها لن تفض اعتصامها الا بعد "استقالة رئيس الجمهورية" و"الغاء حالة الطوارىء" و"حل مجلسي الشعب والشورى" و"تشكيل حكومة وحدة وطنية تتفق عليها القوى الوطنية".
كما طالبت ب"تشكيل لجنة قضائية تشارك فيها شخصيات من منظمات حقوق الانسان للتحقيق مع المتسببين في حالة الانهيار الامني الاسبوع الماضي وفي قتل واصابة الالاف من ابناء الشعب" وب"الافراج عن كل المعتقلين من زملائنا وفي مقدمتهم الزميل وائل غنيم" الذي اعتقل في 26 كانون الثاني/يناير الماضي.
وتضم القيادة ممثلين لحركة 6 ابريل الشبابية وشباب جماعة الاخوان المسلمين والجبهة الديموقراطية ومجموعة العدالة والحرية وحملة طرق الابواب وحملة دعم الدكتور محمد البرادعي.
الاخوان والبرادعي
|
|
|
|
|
|
وفي اطارالتحركات السياسية لانهاء الازمة ، اعتبر القيادي في الاخوان المسلمين محمد مرسي الذي شارك في جلسة الحوار الاحد مع نائب الرئيس المصري عمر سليمان وممثلين للمعارضة، ان البيان الذي تضمن الاقتراحات بشأن الاصلاحات السياسية "غير كاف".
كما قال عصام العريان المتحدث باسم الاخوان المسلمين في المؤتمر الصحفي نفسه "لم يستجيبوا لغالبية المطالب وما استجيب اليه تم بطريق شكلية" ، مضيفا "ما حصل اليوم هو نقطة واحدة في طريق طويل بزمن قصير".
من جانبه، نفى المعارض المصري محمد البرادعي ان يكون دعي الى الحوار الذي بداته السلطات المصرية مع ممثلين للمعارضة، واصفا هذه المفاوضات بانها "غير واضحة".
وأضاف البرادعي في حوار مع شبكة "ان بي سي" الامريكية "المحادثات الجارية مع عمر سليمان تديره نفس الشخصيات التي تحكم مصر منذ 30 عاما وتفتقر إلى المصداقية"
وتابع: "الحوار ليس خطوة صوب التغيير الذي يطالب به المحتجون منذ 13 يوما ، العملية ليست شفافة، لا أحد يعلم من يتحدث مع من في هذه المرحلة".
ومضى البرادعي في هجومه "الحوار يديره نائب الرئيس، كل شيء يديره الجيش وهذا جزء من المشكلة".
وكان سليمان قد أجرى محادثات أمس مع ممثلين للمعارضة شارك فيها ممثلون عن الإخوان وأعضاء في أحزاب معارضة وخبراء قانونيون ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس.
وتوصل عمر سليمان فى حواره مع ممثلى الأحزاب والقوى السياسية بكافة انتماءاتها وبعض من ممثلى 25 يناير إلى عدد من الترتيبات السياسية والإجراءات الدستورية والتشريعية، بحيث تكون ذات طبيعة مؤقتة، لحين انتخاب رئيس للبلاد بعد انتهاء الولاية الحالية للرئاسة.