ميونيخ (رويترز) - قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية يوم السبت إن الولايات المتحدة تؤيد جهود مصر لصياغة منظمة لاصلاحات تسمح باجراء انتخابات ديمقراطية.
وقالت كلينتون -- في واحدة من أوضح التصريحات الامريكية حتى الان بشأن كيف يجب ان تمضي مصر قدما وسط مظاهرات حاشدة ضد الرئيس حسني مبارك -- ان محاولة ايجاد الية انتقالية قد تكون أفضل أمل للمستقبل.
وقالت أمام مؤتمر للامن في ميونيخ "من المهم دعم عملية الانتقال التي أعلنتها الحكومة المصرية والتي يتزعمها فعليا نائب الرئيس عمر سليمان."
ومن المقرر ان يجتمع سليمان مع شخصيات بارزة من المعارضة المستقلة في وقت لاحق يوم السبت لبحث خيارات متعددة من أهمها اقتراح يتعلق به لتولي سلطات الرئيس لفترة مؤقتة.
وسليمان -- مدير المخابرات لفترة طويلة الذي عين نائبا للرئيس في ذروة الازمة -- معروف جيدا لواشنطن وقام بأدوار رئيسية في عملية السلام في الشرق الاوسط وجهود مكافحة الارهاب.
وتشك بعض شخصيات المعارضة المصرية في ان شخصا مثل سليمان سيدفع اصلاحات ذات مغزى وحذر كل من الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزيرة خارجيته كلينتون مرارا من انهما سيراقبان عن كثب الموقف لضمان اجراء تغييرات حقيقية.
وقالت كلينتون انه بينما تؤيد واشنطن بشدة نداءات من متظاهرين مصريين بديمقراطية أكبر فانها ستستغرق وقتا لارساء العمل التمهيدي "الذي سيسمح باجراء انتخابات منظمة من المقرر ان تجري في سبتمبر."
وحث الرئيس الامريكي باراك اوباما مرارا مبارك على بدء نقل فوري -- وقالت كلينتون يوم السبت انها تعتقد ان هذه العملية تجري بالفعل ويجب ان يسمح لها بوقت حتى تتكشف.
وقالت كلينتون "المباديء واضحة جدا والتفاصيل التنفيذية تمثل تحديا كبيرا."
وأضافت كلينتون "الرئيس مبارك أعلن انه لن يترشح في الانتخابات القادمة ولن يترشح ابنه "مشيرة الى ان الحكومة تعهدت باجراء اصلاحات دستورية والسماح بمشاركة سياسية أكبر.
وقالت "هذا ما كانت الحكومة تقول انها تحاول عمله وهذا هو ما ندعمه ونأمل في ان نراه يتحرك بطريقة منظمة لكن بأسرع ما يمكن في ظل هذه الظروف."
وهيمنت مصر على جدول أعمال كلينتون في مؤتمر ميونيخ حيث استخدمت كلمتها في التحذير من ان الشرق الاوسط الاشمل يواجه "عاصفة" قوية من الاضطرابات اذا لم يطبق زعماء المنطقة اصلاحات سياسية.
وكانت مصر حليفا للولايات المتحدة طوال حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما وهي حليف استراتيجي للمصالح الامريكية بسبب معاهدة السلام التي وقعتها مع اسرائيل وسيطرتها على قناة السويس ومعارضتها الصامدة للتشدد الاسلامي.
ومع الحرص على تقديم الدعم المعنوي للمحتجين الذين يتظاهرون منذ 12 يوما ويطالبون بتنحية مبارك على الفور لم تصل تصريحات كلينتون واوباما الى حد دعوة الرجل القوي البالغ من العمر 82 عاما الى التنحي.
وقالت كلينتون ان كل قطاعات المجتمع المصري يجب ان تتحلى بالصبر وان تسهم. وقالت "هذه مجموعة صعبة من القرارات لكي تنفذها أي حكومة وان تفعل ذلك بطريقة تفضي الى النتيجة التي يسعون اليها."
وقالت "أملنا في ان يمضي ذلك سلميا ... وان تجري انتخابات في وجود مراقبين دوليين وباعداد كاف وأداء ينظر اليه على انه حر ونزيه وله مصداقية عندما تجري (الانتخابات) في النهاية."
وتابعت "تجتاح المنطقة عاصفة بكل معاني الكلمة ذات تيارات قوية." واضافت "هذا هو ما دفع المتظاهرين الى الشوارع في تونس والقاهرة ومدن في مختلف أنحاء المنطقة."
وقالت "الوضع القائم حاليا لا يمكن أن يستمر."