أرجو أن تتفضلوا ببيان حق الزوج على زوجته، ذلك لأن هناك شكوى من كثير من الرجال من عصيان النساء واستمساكهن برأيهن؟
الواجب على الزوجة طاعة زوجها بالمعروف، وعدم عصيانه في الجماع والخدمة إذا كانت من أهل الخدمة، وفي عدم خروجها من بيتها، وفي غير ذلك من الأمور التي ليس فيها معصية، حق عليها أن تسمع وتطيع لزوجها ، وجاء في هذا الباب أحاديث كثيرة تأمر بذلك ، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح : (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجئ لعنتها الملائكة حتى تصبح). فالواجب عليها السمع والطاعة لزوجها في المعروف لا في المعاصي ، وهكذا الزوج عليه أن يعاشرها بالمعروف ، ويتق الله ولا يظلمها لا في قوله ولا في عمله ؛ كما قال الله – سبحانه - : وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء: من الآية19)]. وقال سبحانه: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة: من الآية228)]. كما أن عليهن العشرة بالمعروف فلهن أيضاً العشرة بالمعروف ، فهو عليه أن يعاشرها بالمعروف بالكلام الطيب، والسيرة الحميدة، والنفقة المناسبة التي تجب على مثله، وعليها هي السمع والطاعة بالمعروف، وأن تجيبه إلى حاجته، وأن تقوم بخدمته في بيته، وأن تحذر معصيته في خروج أو غيره، وإذا قام كل واحد بما يجب عليه استقامت الأحوال، واستمرت العشرة الطيبة، وإذا كان كل واحد يريد الحق لنفسه، ولا يؤدي ما عليه فسدت الحال، وأدى ذلك إلى الطلاق. أما الخدمة ففيها تفصيل: إذا كانت المرآة يخدم مثلها، ولم تسمح بالخدمة فإنه يخدمها إذا تيسر ذلك، أما إذا كان العرف في قبيلته أو في بلده أنها تخدم زوجها فإنها تخدمه كما يفعل بنات جنسها في قبيلتها أو جماعتها؛ لأن الله يقول - جل وعلا-: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء: من الآية19)]. وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة: من الآية228)]. فالمعروف هو المتعارف به بين الناس في كل بلد وفي كل زمان.