بتـــــاريخ : 1/4/2011 10:03:24 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 964 0


    طرق الحصول على وظيفة بالدراسة والتحليل

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

    بلا شك، حُلم كل منا الالتحاق بوظيفة الأحلام. يوجز البعض السبيل للحصول على هذه الوظيفة بالواسطة، وإن كان هذا الإيجاز صحيحاً إلى حد كبير، لكنه ليس دقيقاً، فكيف تحصل على هذه الواسطة؟ كما أن الواسطة –وإن جلبت لك وظيفة ما مرة- فلن تجلبها في كل مرة، وقد لا تجلب لك الوظيفة التي تريدها. تخبرنا الإحصائيات أن هناك طرق أخرى للحصول على الوظيفة التي نحلم بها.
    أجرى مارك جرانوفتر (Mark Granovetter)، الأستاذ بجامعة شيكاجو، دراسة شاملة (سماها Getting a Job) على مجموعة من الموظفين الأمريكيين، للوقوف على طرق حصول كل واحد منهم على وظيفته، وذلك في سياق دراسة دور وتأثير شبكة المعارف (الشبكات الاجتماعية) لكل فرد على مساعدته للحصول على وظيفة جديدة. نشر الأستاذ مارك نتائج دراسته في عام 1974 وأعاد نشرها محدثة في عام 1995.
    ركزت دراسة مارك على تدفق المعلومات داخل الشبكات الاجتماعية، للمساعدة على الحصول على وظيفة جديدة لأفراد هذه الشبكات، وكيف أن الأفراد يعتمدون بشكل غير مباشر على معارفهم وأصدقائهم للحصول على وظائف، أكثر من اعتمادهم بشكل مباشر على إعلانات الوظائف أو الطرق على الأبواب.
    في غالبية الأحوال، يعلم الأفراد عن الوظائف الجديدة عبر شبكة معارفهم الشخصية (أقارب، أصدقاء – زملاء – جيران…). كما ويستخدم الإداريون والتقنيون والمحترفون طرق ثلاثة لمعرفة الأخبار عن أي فرص توظيف جديدة: الطرق الرسمية، والمعارف الشخصية، والطرق المباشرة.
    تتضمن الطرق الرسمية الإعلانات وشركات التوظيف والمقابلات ومعارض التوظيف تحت رعاية الجامعات والهيئات الحكومية، أي الطرق التي تتضمن طرفاً وسيطاً بين الراغب في شغل الوظيفة وبين موفر الوظيفة.
    تتضمن المعارف الشخصية كل شخص عرفته لسبب غير الحصول على الوظيفة، وأما الطرق المباشرة فهي عندما تذهب إلى شركة ما عارضاً خدماتك، دون أن تكون قد علمت بحاجة الشركة لخدماتك (أو ما يسمونه الطرق على الأبواب Door Knocking).
    وجدت الدراسة أن 56% ممن حصلوا على وظائف اعتمدوا على شبكة المعارف الشخصية، و18.8% اعتمدوا على الطرق الرسمية، و18.8% على الطرق المباشرة. أكد كلا الطرفين: رب العمل والموظف، على تفضيلهم للمعارف الشخصية كوسيلة للبحث عن وظيفة، وهم يؤمنون بأن الوظائف المثالية إنما يتم الحصول عليها عبر شبكة المعارف فقط.
    وأما بقية النسب (الطرق الرسمية والمباشرة) – فترى الدراسة- أنها جاءت بسبب عدم توفر فرص الانضمام لشبكات معارف مؤثرة لمستخدمي هذه الطرق، بل إن فرص نجاح هؤلاء في الحصول على وظائف أخرى مرتبطة بشكل كبير بشبكة المعارف التي ينضمون لها.
    أشارت نتائج الدراسة لحقيقة مفادها أن هناك وظائف لا تتوفر إلا في حال أعلن شخص ما عن رغبته في شغل مثل هذه الوظيفة في حال توفرها. كما ويتم خلق العديد من الفرص الجديدة على مقاس أشخاص بعينهم، يفضلهم رب العمل أو رشحهم مقربون من متخذ القرار. كما يفضل العديد من الناس تعيين أفراد جاؤوا عبر أصدقاء لهم، بدلاً من إضاعة الوقت في تلقي السير الذاتية ومقابلة الراغبين في التوظف.
    وجد مارك أن أعضاء شبكة المعارف الشخصية الذين نقلوا المعلومة وساعدوا على توظيف عضو في الشبكة، استمرت علاقتهم بهذا العضو لفترة تزيد عن السنتين، قبل أن يعثروا له على الوظيفة الجديدة. كما وأن غالبية الأعضاء الذين سيساعدونك على العثور على وظيفة إنما هم أفراد تعرفت عليهم عن طريق العمل. تتراوح دوافع نقل المعلومات عن فرص التوظيف بين أفراد الشبكات الاجتماعية ما بين الرغبة في فعل الخير، إلى تفضيل عضو بعينه في هذه الشبكة.
    خلصت الدراسة لنتيجة مفادها أن العثور على وظيفة لا يخضع تماماً لقانون العرض والطلب، بل هو نشاط اجتماعي، متضمن داخل أنشطة اجتماعية أخرى، تساعد هذه النشاطات – بشكل غير مباشر- على خلق فرصة الحصول على الوظيفة المثالية.
    أعضاء الشبكات الاجتماعية، الذين تنقلوا في وظائف كثيرة، هم الأكثر خلقاً للمعلومات التوظيفية، بسبب معارفهم الكثيرة نتيجة لتنقلهم ما بين الوظائف واتساع دائرة زملائهم. وبرغم التقدم التقني الذي نشهده اليوم، لكن يبقى دور شبكة المعارف الشخصية راسخاً لا يتأثر، فالآلة لن تأخذ مكان الإنسان، ليس في القرن الحالي أو التالي على الأقل!
    وأما نتائج الدراسة المشابهة التي نشرتها دار نشر جامعة هارفرد فوجدت أن 74.5% من عينة الدراسة حصلوا على وظيفتهم عبر شبكة المعارف، و9.9% عبر الإعلانات، و8.9% عبر شركات التوظيف، و6.7 عبر وسائل أخرى.
    وأما عني شخصياً، فوظيفتي الأولى حصلت عليها عبر قريب لي، ثم جاءت التالية عبر قريب لقريبي، ثم الثالثة عبر زميل في العمل، ثم افتتح زميل شركته وانتقلت للعمل بها، ثم انتقلت لوظيفة عبر قريب لصديق لي، ثم عبر صديق قرأ إعلان توظيف في جريدة، ثم عبر صديق تعرفت عليه عبر انترنت، ثم عبر زميل، ثم عبر زميل، ثم أخيراً عبر زميل.
    • الخلاصة:
      رغم أن هذه المدونة تهدف لخروج زائرها من دائرة العمل لدى الغير إلى دائرة العمل الحر، لكن بدء النشاط الحر قد يضطرنا للعمل لدى الغير لاكتساب الخبرة وجمع رأس المال اللازم.
    • لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق“، أو كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وعليه فلا تحقرن من قدر أي شخص قابلته / تقابله / ستقابله في حياتك، فقد يساعدك في المستقبل – ربما دون أن تدري.
    • لا تكترث الحياة لأي مخلوق أناني، ولذلك لا تكون باحثاً عن وظيفة وحسب، بل ساعد على نشر المعلومات عن فرص التوظيف بين أعضاء شبكتك. بذلك يزيد رصيدك لدى أعضاء الشبكة، فيهتموا بإعلامك عن فرص التوظيف قبل غيرك!
    • لا تتعجل الحصاد، فلكي تعمل آليات الشبكات الاجتماعية، فالأمر بحاجة لعامين فأكثر!

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()