بتـــــاريخ : 1/4/2011 8:57:50 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1355 0


    عزيزة محمد الأفغانية

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

    لا أستطيع أن ألوم من يقرأ قصص النجاح التي أرويها في المدونة – ثم يرى أن هذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا حدوثها في الغرب، حيث المناخ العام يساعد على هذا النجاح، بل أنني أحياناً أبدأ في الاعتقاد بذلك، لولا قصة مثل تلك التي حكاها جاي كاوزاكي في مدونته، حين قابل عزيزة محمد، الأفغانية ذات 48 عاماً من الكفاح المتواصل، حين سافرت للولايات المتحدة تتلقى دروساً في بدء النشاط التجاري.
    عزيزة محمد من مواليد مزار الشريف – أفغانستان، في عام 1959 كان قدومها لهذه الدنيا، لوالد عمل كرجل أعمال رائجة تجارته، وبعد إنهائها لدراستها الثانوية، سافرت إلى مدينة كييف الأوكرانية، وحصلت على شهادتها في العلوم الاجتماعية. بعد عودتها إلى العاصمة كابول، عملت كأستاذة في معهد كابول للتربية.
    في عام 1997، قررت عزيزة بدء نشاطها التجاري، عبر إلقاء الدروس في بيتها للأطفال، وكان ذلك أمر معتاد وقتها، إذ حرمت وجرمت حركة طالبان تعليم الإناث على إطلاقه، وفي البداية حصرت عزيزة علومها على تعليم البنات، وهي درست لأكثر من 385 فتاة في بيتها، يدرسن من الصف الأول وحتى التاسع (الإعدادي).
    في ظل حكم عسكري مثل حركة طالبان، كانت عزيزة تواجه الأمرين كل يوم، لكن طالبان لم تترك متنفساً لتعليم البنات، إذ قررت الحركة في يونيو 1998 منع تعليم البنات نهائياً في جميع البلاد، وبذلك تم إغلاق مدرسة عزيزة، التي باتت تبحث عن مكان آمن لأسرتها. مثل غيرها من الأفغان، اضطرت عزيزة لهجران كابول إلى هاريبور في باكستان، أملاً في ملاذ آمن من تهديدات المتشددين بقتلها،
    وهناك تلقاها معهد أمريكي لتعليم الأطفال، عملت به كمدرسة لثلاث سنوات، ثم عادت لبلدها بعد سيطرة الحكومة الانتقالية (الموالية للمحتل الأمريكي) وبدأت مشروعها غير الهادف للربح، حيث دربت أكثر من ألفي أفغاني وأفغانية على أعمال الخبز والخياطة ودبغ الجلود والنجارة والكهرباء والحدادة والسباكة والكمبيوتر واللغة الإنجليزية، وأكثر ما يهمنا: دربتهم على صنع كرات رياضة كرة القدم.
    وظفت عزيزة أكثر من 200 أرملة أفغانية فقدن عوائلهن، فأصبحن المعيلات الوحيدات لأفراد أسرهن، واللواتي لم يكن لهن أي فرصة في كسب العيش بشكل شريف. من أجل إتقان عملهن، استأجرت عزيزة بعض الخبراء في مجال دبغ الجلود من أجل تعليم هؤلاء النسوة فنون التعامل مع الجلود، لكن هؤلاء الخبراء لم يكونوا دون مقابل، ومشروعها كان لا يهدف للربح، لذا قررت عزيزة في عام 2003 تسجيل مشروعها للمنتجات الجلدية كشركة تجارية.
    كان هدف عزيزة – حسبما تروي هي قصتها- الارتقاء بمستوى معيشة النساء في أفغانستان، وتوفير مصدر دخل شريف لهن، وأن تساعد في نمو اقتصاد بلادها، ولذا في عام 2006 أسست عزيزة مؤسستها لمنتجات النساء اليدوية وتصنيع كرات لعبة كرة القدم، والتي تهدف لتحسين مهارات النسوة الأفغانيات. كانت عزيزة أول امرأة تشارك وتساهم في صناعة المنتجات الجلدية الأفغانية.
    يعمل اليوم مع عزيزة أكثر من 220 أرملة في تصنيع الكرات، و40 امرأة في المنتجات الجلدية، وخمسة خبراء. تفخر عزيزة بقدرتها على إنتاج أي تصميم لمنتج مصنوع من الجلد، وبأي حجم، وبسعر لا يقارن. لا تقتصر الكرات على القدم، بل تشمل اليد والطائرة، وكذلك الحقائب الجلدية والمحافظ وشنط اليد وغيرها.
    في أول عام على بدء نشاطها، لم تبع عزيزة أكثر من خمس أو ست آلاف كرة جلدية، لكنها باعت في عام 2006 أكثر من عشر آلاف كرة قدم وثلاث آلاف كرة قدم أطفال وألف كرة طائرة، ولدى عزيزة الآن عقد من مؤسسة اليونيسيف لتصنيع 173 ألف حقيبة مدرسية. رأس مال مشروع عزيزة كان خمسة آلاف دولار، بالإضافة لقروض من أصدقاء، وآلات قدرت بثلاثة آلاف دولار، حصلت عليها من مشروعها السابق.
    أرجو أن تعفوني من أي نقاش عبثي لا طائل منه للدفاع عن حركة طالبان، فليس هذا مكانها، أو للتذكير بأن كل ما هو أمريكي هو الشر بعينه، ومن يفهم كلامي على أنه دفاع عن المحتل الأمريكي فعليه أن يعيد قراءة المقال من البداية وبتأن، دون رغبة داخلية في الهجوم لأجل الهجوم.
    أذكر مرة قرأت فيها تعليقاً لأمريكي مندهش ومصدوم، دخل أفغانستان مع القوات الأمريكية، فقال أن هذه البلاد متأخرة عن ركب الحضارة قرابة مائتي عام، إن لم يكن أكثر.
    والآن، من يوجز ويلخص أسباب النجاح في مساعدة الظروف المحيطة للناجحين، لا حجة له بعد هذه القصة، ومن يرى أن ظروفه المحيطة به من القسوة بحيث لا يمكن له أن ينجح عليه مراجعة نفسه، فحججه واهية، وأعذاره مردودة عليه وغير مقبولة.
    أرى أن مثل هذا المشروع قابل للتنفيذ في ربوع بلادنا العربية، فحرفة العرب الأوائل كانت – ولا زالت- رعي الأغنام، ولا حرج أو عيب في ذلك، فهذه كانت حرفة أنبياء الله.
     
    هل من مشمر؟

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()