نكمل اليوم الجزء الثاني من الأسئلة (رابط الجزء الأول)، وأحب بداية أن أوضح سبب تقسيمي لترجمة المقالة الإنجليزية على جزأين، ذلك لرغبتي في تخفيف قدر المعلومات على ذهن القارئ، دونما حشو أو اطراد. يحتوي هذا الجزء الثاني على أسئلة تبدو للوهلة الأولى غير ذات علاقة بسوقنا العربي، لكن بنظرة فاحصة متعمقة، ستجد تشابها بين أسواقهم وأسواقنا.
س5: هل ترى أن انترنت لا تصل إلى شريحة كبيرة من المستهلكين كبار السن، ولذا يجب على المسوق توجيه انتباهه إلى وسائل أخرى للوصول إلى المستهلك؟
س6: أفضل طريقة لزيادة المبيعات المتحققة من المشترين اللاتينيين هي تقديم بطاقات التخفيضات نتيجة الشراء المتكرر لهم؟
س7: أفضل طريقة للحصول على كلمات إيجابية من أفواه الناصحين (Word of Mouth) هي التأثير على وسائل الدعاية التي يتعرض لها باذلو النصائح؟
س8: عندما تسوق لقطاع الأعمال – لا الأفراد (B2B)، فالأفضل التعامل مع وسائل الدعاية التقليدية مثل المجلات والقنوات التليفزيونية المتخصصة، أكثر من غيرها؟
والآن إلى الإجابات، مع شرح كيفية التصرف فيها!
س5: الإجابة بالنفي.
تشير دراسات السوق الأميركية إلى أن نسبة كبيرة (55%) من شريحة الأمريكيين ذوي الأعمار من 60 إلى 69 سنة تستخدم الانترنت بشكل دوري، وعليه فإن استخدام قنوات انترنت في التسويق والدعاية سيكون له مردود إيجابي.
بالطبع، يختلف الوضع في عالمنا العربي، فمن جهة، تعاني شريحة كبيرة من المجتمعات العربية من الفقر وقلة الاعتماد على التقنيات الحديثة، ومن جهة أخرى، تنظر الفئة التي تستخدم انترنت بعين الشك والخوف، إذ تراها وسيلة للترفيه وحسب، بدون فائدة ترتجى منها.
رغم ذلك، تعلمنا أن من يدخل السوق أولا، فأغلب الظن أنه مرشح بقوة ليكون الأطول بقاء فيه، ولذا من ينجح في تطويع انترنت العربية لرغباته التسويقية سيحصد ثمار قراره هذا فيما بعد، أضف إلى هذا أن شريحة كبيرة من شباب العرب قد تجاوزت مرحلة استخدام انترنت للترفيه إلى الاستفادة منها، وهي فئة تزداد أعدادها يوما بعد يوم، كما أن الواقع العربي على فضاء انترنت يرتب نفسه بنفسه من الداخل، وعلى المسوق أن يستعد ليوم يصبح فيه هذا المجتمع مستعدا لتلقي الإعلانات.
س6 : الإجابة بالنفي.
أشارات دراسات استقصاء السوق إلى أن اللاتينيين لا يحبون استخدام بطاقات التخفيض هذه لأنها تتطلب بيانات شخصية عنهم، وهم لا يريدون مشاركة هذه البيانات مع أي شخص كان، وحتى من حصل منهم على مثل هذه البطاقات، فلا يستخدمها منهم سوى فئة قليلة.
حتى الآن وعالمنا العربي يكاد يخلو من اللاتينيين، لكنه يعج بالهنود والباكستان والباتان والأفارقة والصينيين والروسيين وغيرهم، والذين باتوا يشكلون قوة شرائية لها قدرها، ولذا وجب دراسة سلوكيات الشراء لديهم، ومن ثم العمل على فهم ما يحبونه والعمل على تلبيته.
س7: الإجابة نعم.
باذلو النصائح للغير بشراء منتجات بعينها لا يعتمدون في نصائحهم هذه على تجاربهم الشخصية وحسب، بل يعتمدون على مقالات قرؤوها في مصادر يثقون فيها، أو إعلانات شعروا بصدقها وبعدها عن الكذب، كما أوضحت الدراسات. لكي تبني سمعة/صيتا إيجابيا عن سلعة/منتج ما، عليك معرفة مصادر حصول مثل هؤلاء الناصحين على معلوماتهم، واستخدم الإعلان والعلاقات العامة لتؤثر بشكل إيجابي على آرائهم.
س8: الإجابة بالنفي.
وفقا للدراسات الأمريكية، فإن أفضل وسيلة للتأثير على قطاع الأعمال من أجل التعامل في منتجاتك/خدماتك هو عبر المجلات المتخصصة والمعارض التجارية ومواقع انترنت والمؤتمرات والمحاضرات. ذات الشيء أراه يحدث في عالمنا العربي، إذ تميل شركات انترنت العربية إلى تقليد النموذج الغربي، وعليه تتأثر بما يتأثر به، ما خلا بعض الاستثناءات التي لا تنفي النظرية.
نعم، أتفق معك أن نسبة كبيرة من الأسئلة لا تتفق مع عالمنا العربي، لكن بالتدقيق والتمحيص، ستجد أن البشر في النهاية يتشابهون في الكثير من الأشياء، وعليه ستخرج من هذه الإجابات بعلامات على طريق إجادة التسويق في العالم العربي.