طالما المرء له رفاق كرام مثلكم، فلا نملك إلا أن نتفاءل ونتوقع المزيد من الخير، ويبدو أن أهل اليمن أعجبتهم كتاباتي، فمن قارئ ينكب على كتابي الثالث كله يدققه في يوم أو اثنين، إلى الصديق بامطرف الذي اشترى لي كتاب سادة المبيعات، الذي تربع على عرش أفضل الكتب مبيعا في السوق الأمريكية لفترة كافية، فجزاهم الله عنا جميعا كل الخير والثواب.
الكتاب يتبع مبدأ جميلا، إذ يجمع أفضل النصائح والإرشادات، المقدمة من زمرة كبيرة من مشاهير عالم المبيعات، مثل براين تريسي وزيج زيجلر وغيرهم، والهدف وراء ذلك لا يخفى عليكم، فالكتاب خلاصة خبرات قمم في عالم المبيعات، يعالج مشكلة تعترض البعض عند قراءة كتاب لكاتب ما، فقد يعمد الكاتب للتكرار، أو لذكر معلومات معروفة للقارئ أو غير ذات أهمية له، أو يمل القارئ من أسلوب كتابة المؤلف، فلا فائدة تنتظر.
هذا الجمع الغفير من الخبرات نتج عنه كتاب يناسب الخبير والمبتدئ، يمتد عبر 300 صفحة، ما يجعله بمثابة المرجع، الذي تلجأ إليه بحسب كل موقف، ومرة أخرى لا أجد سوى كلمات الشكر لأخي بامطرف، والتأكيد في النصيحة بشراء هذا الكتاب للمهتمين بإجادة واحتراف فن المبيعات.
لأن الكتاب عبارة عن نصائح صغيرة متتابعة، فسأبحر فيه على مهل، وأقدم لكم ما أراه ذا أهمية لكم، لكني كذلك أذكركم بألا تروا من منظوري فقط، ولا تأخذوا بما أراه فقط، فأنا أقدم لونا واحدا، ويتبقى لكم ألوانا أخرى من الطيف اللوني لتكتمل الصورة واضحة. لنبدأ.
لماذا يجب أن نهتم بالمبيعات؟ لذات الأسباب التي تجعلنا نهتم بالتسويق، ويكفيك لذة النجاح في إتمام عملية بيع رابحة، وسعادة قبض الثمن، وراحة البال لتوفر المال. إذا أردت أن تكون حُرا سيد عملك، فعليك أن تتعلم فنون البيع والتسويق، معا.
على أنه يغلب على العاملين في قطاع المبيعات الإيمان بأن عليهم الكذب لبيع بضاعتهم ومن ثم قبض راتبهم وسداد ديونهم، معللين الأمر بأنهم إذا لم يكذبوا فلن يبيعوا ولن يجدوا رزقا لهم ولمن يعتمدون عليهم. كما أقول دائما، إذا صحت هذه المقولة – جدلا – في المدى القصير، فماذا عن الطويل؟
العجيب أن العقل الذي يقبل مثل هذا المنطق، لا يتوقف ليحلل ويسأل، لماذا ضاق ذرعا بالشركة التي يبيع لها، ولماذا لا يجد الراحة النفسية، ولماذا يشعر أنه مهما حقق من مبيعات ضخمة، فهو غير راض من داخله، مصداقا للمقولة الحكيمة: قد تخدع كل الناس، لكنك لا تستطيع أن تخدع نفسك التي بين جنبيك.
خلاصة الخطبة العصماء الطويلة، إذا أردت النجاح في عالم المبيعات، عليك بالأمانة والاستقامة والصدق. إلا تفعل فلا تتساءل عن أسباب عدم شعورك الداخلي بالسعادة، والضيق النفسي وعدم الرضا. أما وقد أوضحت هذه النقطة، التي سأعود إليها مرات ومرات فيما بعد، بمشيئة الله، دعونا نقرأ ما لدى ليندا شاندلر من نصائح تعطيها لنا.
حتى أترك داخلك عزيزي القارئ بعضا من الإثارة والتشويق، نكمل غدا بمشيئة الله تعالى.