كان حلم جاك أن يؤسس شركته الخاصة للتجارة الإلكترونية، ولذا في شهر فبراير من عام 1999 دعا 18 عاملا في إدارته إلى شقته، وتحدث معهم لمدة ساعتين عن رؤيته لشركته هذه، ليضع جميع الحضور أموالهم على طاولة النقاش، جامعين قرابة 60 ألف دولار لتأسيس موقع علي بابا.
لماذا اختار جاك هذا الاسم؟ لأنه أراد شركة عالمية، وأراد لها اسما سهلا، يمكن كتابته بسهولة، اسما يقرنه الناس بجملة افتح يا سمسم، وهو شعار موقع علي بابا، والذي يفتح باب مغارة كنوز الصين المخفية، الكنوز التي تفوق تلك في قصة ألف ليلة وليلة، لكن الطريف أن جاك صمم شعار الموقع بنفسه!
يعزو جاك سبب استمرار شركة علي بابا على قيد الحياة رغم البداية الصعبة إلى أسباب ثلاثة: لم يكن لديهم أي مال بعد التأسيس، لم يكن لديهم التقنية اللازمة، لم يكن لديهم أي خطة عمل. لكنهم حرصوا جيدا على أن يذهب كل دولار من رأس المال في المكان الصحيح الدقيق.
كان مقر عمل الشركة الناشئة في مسكن جاك، ولم ينتقلوا منها إلا بعد حصولهم على تمويل مالي قدره 5 مليون دولار من مجموعة جولدمان ساشس الاستثمارية في نهاية عام 1999 ثم تلاه التوسع التالي بعد حصولهم على التمويل التالي (20 مليون دولار) في عام 2000. كان نظام العمل 12 ساعة يوميا، 7 أيام في الأسبوع، بعيدا تماما عن وسائل الإعلام، ولمدة ستة أشهر متواصلة.
يؤمن جاك بشيء راسخ: رؤية عالمية، ربح محلي، العميل أولا. صمم جاك نموذج الربح الخاص بشركته (المقصود بذلك آلية التربح، ما الذي تقدمه لتحصل على مقابل مالي له). كان تركيز الشركة منصبا على مساعدة قطاع الأعمال الناشئة والصغيرة والمتوسطة على الربح، ويؤمن جاك أن هذه الرؤية هي ما ضمنت لموقعه الاستمرار حتى اليوم، في حين ركزت المواقع المماثلة الأخرى على الشركات الكبرى لكسب المال.
لم تنسخ شركة علي بابا نموذج إدارة أعمال من أمريكا، مثلما فعل العديد من رجال الأعمال الصينيين المعتمدين على التجارة الإلكترونية، بل ركزت على جودة الخدمة، وعلى تحقيق هدف بسيط، اضغط لتحصل على الخدمة، وإذا لم يتحقق ذلك الأمر، كان جاك يراه هباء واجب المعالجة. رؤية جاك قائمة على تقديم خدمة جديدة مجانا لمدة ثلاث سنوات، يبدأ بعدها في تحصيل مقابل مالي لها، وخلال هذه الفترة، تفهم الشركة رغبات المستخدمين، وتتقن تقديم الخدمة.