بتـــــاريخ : 1/1/2011 3:11:31 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1155 0


    ما بين شبابنا وشبابهم

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :


    بعدما انتهى الحفل وهممت بالرحيل، وبينما أشد على يد طارق العسيري تحية له على مجهوده الكبير (مع رضا البرازي) في حسن إخراج هذا الحفل الجميل، مال علي وطلب مني أن أكتب للشباب والشركات الناشئة مشجعا لهم على حضور تجمعات واحتفاليات دعم ومؤازرة الأفكار الناشئة والشركات الصغيرة، أو ما يحمل اسم حفل ديمو كامب. جلست في طريق العودة أفكر في هذه الكلمات، لماذا لا نجد جمهرة من الشباب العربي يعرض أفكاره ومحاولاته في دخول عالم التجارة والنجاح؟

    وبينما أتابع أخبار تقنية الجوالات في العمل، قرأت
    هذا الخبر عن شركة ناشئة حصلت على تمويل 7 مليون دولار من شركة اتصالات أمريكية، مقابل استغلال تقنية اخترعتها، هذه التقنية عبارة عن شريحة إلكترونية صغيرة جدا توفر تقنية الاتصال الجوال / المحمول / الموبايل، لاستعمالها – على سبيل المثال – في الملابس مثل ملابس الأطفال، بالإضافة إلى استعمالات ذكية أخرى.
    الشركة الناشئة اسمها مودو – Modu وهي إسرائيلية، تحدث عنها الموقع الإخباري، فأشاد بها موضحا أن مؤسسها دف موران، مخترع قرص الفلاش، (فلاش ديسك)، ومؤسس شركة m-Systems التي كانت تصنع هذه الأقراص، والتي باعها دف في عام 2006 إلى شركة سانديسك الأمريكية (والتي أسسها أيضا المهندس الإسرائيلي إيلي هاريري والموظف السابق لدى شركة انتل) مقابل 1.5 مليار دولار أمريكي. ثم أردف الموقع متحدثا عن بقية الشركات الناشئة الأخرى المقامة على أرضنا المغتصبة، (والتي تحمل مؤقتا اسم إسرائيل). تحدث الموقع كذلك عن حاضنات استثمارية متخصصة في تمويل الشركات الناشئة في داخل دولة إسرائيل، وذكر بعضا من الشركات التي حققت فتوحات علمية ونجاحات تجارية.
    تجد بعض الباحثين والمخترعين من العرب يجلس ليتحدث عن اختراعه العلمي المتقدم، لكن ينقطع الحديث عند هذا الحد. تجد منهم من يلوم حكومته على عدم توفيرها الدعم له، ومنهم من يتجاوز اللوم إلى ما لا فائدة منه، لكن السؤال هنا: ماذا لو كان هذا الباحث والمخترع أخذ بعلوم التسويق وتأسيس الشركات الناشئة، ووجد شركة / حاضنة استثمارية تضع مالها معه، وتأخذ بيده إلى تأسيس شركة كبيرة راسخة ناجحة، توظف المزيد من العلماء العرب وتسمح لهم باختراع ما يمكن استغلاله تجاريا؟
    نعم، هناك الكثير والعديد من القصص المحزنة، وسأجد جيوشا مستعدة للانقضاض علي لأني وضعت الملح على الجرح، لكن أحيانا يجب ذلك لتطهير الجرح. إذا أردنا لوم الحكومات العربية، فكن ضيفي، لكن ليس هذا بالحل الشافي الذي يأتي بنتائج مفيدة. لا أدافع هنا عن أي حكومة، بل أقدم بديلا آخر، يمكن له أن يأتي بحل ملموس: لننسى تماما الفكر القائم على وجوب الاعتماد على الحكومات في كل شيء، فهذا ثبت فشله على أرض الواقع، ولنعتمد على أنفسنا.
    الحل أراه في الجهود الفردية، بمعنى أن نجد مُخترعا، يخترع شيئا له قيمة تجارية، يمكن بيعه وتسويقه والتربح منه، فنساعده ونموله ونمد له يد العون، شريطة أن ننسى مقولات سلبية مثل أن العرب يشترون الأجنبي المستورد فقط، أو لا يستطيع أحد أن ينافس الصيني، فالصعوبات في كل مكان ومجال وزمان، ومن يتغلب على عقبة البحث العلمي، حتما قادر على التغلب على عقبات التمويل والتسويق. يجب تنشيط عملية خلق شركات ناشئة، وقودها الشباب. إذا سألت أي شاب عربي، سيقول لك أريد أن أنهي دراستي، ثم أتوظف، وبعدها أنظر في حياتي، وقلة منهم من تثلج صدرك بالحديث عن خططها لتأسيس شركاتها، وهذه النسبة يجب أن تتغير، إذا أردنا أن نغير من حالنا الحالي.
    لقد هدأ هدير آلات الحرب في غزة، وربما عاد للزئير مرة أخرى، واليوم يلتهم الوحش عضوا ضعيفا في القطيع، فمن عليه الدور في الالتهام غدا؟ إن محنة غزة ستكون بلا فائدة إذا لم تجعلنا ندرك وننتبه إلى أماكن التقصير لدينا، إن العدو مهتم ومشغول للغاية بالتطور التقني، وتشجيع شبابه على الابتكار، فأين نحن؟
    ما نحتاج فعلا إليه بشدة هو بيئة اقتصادية ناجحة، تسمح بخروج علماء ومبتكرين ورجال أعمال ومؤسسي شركات ناجحين ورابحين ومستمرين في الإبداع، وهذه لا تأتي فجأة، هذه تخرج من عقول الشباب الصغير الصبور المتفائل، المجتهد للابتكار والاختراع، ولتأسيس شركته، وهؤلاء عليهم بحفلات مثل ديمو كامب، حفلات ينظمونها هم بأنفسهم، ولا ينتظرون أحدا. لن يساعدنا أحد ما لم نساعد نحن أنفسنا ونتحرك ونفعل شيئا ونكسر هذا الجمود والسكون.
    إن الموعد التالي لحفل ديمو كامب سيكون في الرياض بالسعودية، في شهر مارس المقبل، وأدعو الله أن نجد الحفل وقد ضج من كثرة الشركات العربية الناشئة، التي حضرت لتحكي عن هدفها وما تحتاج إليه لتكبر وتحقق الأرباح وتستمر في الإبداع… وأدعو الله أن أجد يوما مخترعا عربيا ناجحا رابحا يأتي بطريقة تخزين متطورة تتفوق على تلك لشركة سانديسك، وتقنية ضغط ملفات أفضل من تقنية LZW (التي وضعها علماء إسرائيليون)، وغيرهم.
    هل تريد التسجيل في الحفل المقبل لديمو كامب؟ عليك بمدونة طارق العسيري، اترك له تعليقا برغبتك هذه.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()