من يتابع المدونة منذ عهد قريب سيكون قد فاته أني وضعت خمسة كتب، نشرتها كلها بالكامل مجانا عبر انترنت، وتكرم ناشر مغامر بطبعها ورقيا وبيعها في مصر وبقية الدول العربية، رغم توفيري لها بدون مقابل كاملة للتنزيل. وأعود لأوضح سبب عدم تعاملي مع ناشرين آخرين هو أني أريد أن استمر على نهج توفير كامل كتبي للتنزيل مجانا، وهو ما يرفضه بقية شركات النشر.
كانت الحماسة قد أخذتني مع كتابي الرابع (انشر كتابك بنفسك) واقترحت على ناشري (دار أجيال في مصر) طبعه ونشره، لما لهذا الكتاب من هدف ثقافي جميل، إذ يقول للناس يمكنكم نشر كتبكم بطريقة سهلة وفي متناول الجميع، ولا أدري هل سبب عزوف الناس عن شراء الكتاب – بل والنفور منه، هو أن هذا الكتاب سابق لأوانه، أم لأن محتوى الكتاب رديء ولم أجتهد في صياغته بما يكفي. خلاصة القول أن الناشر تحمل خسارة بسبب عدم قبول القراء حتى الحصول على نسخ مجانية من هذا الكتاب.
ثم جاءت القاصمة، إذ كنت أنا والناشر متحمسين لكتابي الخامس (التسويق للجميع)، لكن متى جاءت الرياح بما تشتهيه السفن؟ مرة أخرى جاءت المبيعات متدنية للغاية، ورغم أن السوق المصرية تقبل على شراء كتب التسويق، لكن يبدو أنها تفضل فقط تلك المترجمة التي تحمل أسماء مؤلفين مشهورين، وما لصاحبكم من ناقة ولا جمل في مجال الشهرة وبريقها، ولله الحمد على ذلك. كانت نيتي الانتهاء من الباقة الثانية من 25 قصة نجاح وتوفيرها للتنزيل المجاني على الفور، لكن بعدما تلقى ناشري ضربتين موجعتين، أجدني مضطرا لتأخير هذه الخطوة – رغم عدم اقتناعي بجدواها، فلا أظنها ستؤثر على المبيعات لكن يجب أن أجرب وأعطي الكتاب المنشور في مصر بعض الوقت لعله يعوض خسائر الناشر.
كنت أتمنى أن أكتب لكم أن توفير أي مؤلف لكتابه العربي بدون مقابل سيزيد من مبيعاته، لكني أظن الواقع غير ذلك، رغما عني. كذلك يبدو لي أن تأليف كتب عربية عن التسويق يجب أن يسبقه حمل اسم مؤلف شهير، يحوي شهادات جامعية ثقيلة. وأما عني، فلقد نظرت وبحثت في الأمر، وقررت العدول عن نيتي تأليف كتاب جديد يحوي نصائح في التسويق، كما قررت تقليل حديثي عن التسويق، فبعد كل ما كتبته، وإلى اليوم، لم أجد من تقبل أو عَمِل بما أشرت به من نصائح في التسويق، فالكل سيشجعك ويثني عليك حين تكتب عن التسويق، لكن أحدا لن يعمل بما قلته، ولذا فمن الأفضل استغلال الوقت فيما هو أفيد.
لذلك، ستجد تصميم الثيم الجديد للمدونة، (والذي لم أستقر عليه بعد!)، ستجده لا يحمل أي إشارة إلى التسويق، كذلك أرجو ألا يسألني سائل عن التسويق بعد اليوم، وأن يعذرني السائلون عن عدم ردي على أسئلتهم التسويقية، فمن العبث إضاعة الوقت سدى.
ولأن قارئ كريم لمدونتي عاتبني لأني أكتب أحيانا تدوينات هي في مجملها شكوى بلا فائدة لقارئها، سأضع هنا قائمة قصص النجاح غير المنشورة التي ضمنتها في الباقة الثانية من 25 قصة نجاح، (الذي أنتظر وصول نسختي من لولو حتى أنشر رابط شرائه من لولو لمن أراد)، وأما سبب عدم نشري لهذه القصص العشرة في مدونتي، فهو لتحفيز القارئ على قراءة هذا الكتاب حين أوفره للتنزيل، وكذلك أظنني لن أنشر هذه القصص العشرة في المدونة، حتى أترك لي شيئا فريدا بعيدا عن هواة النسخ والنقل ونسيان ذكر المصدر، وحتى لا أجد موقع جوجل يتغابى فيقدم في نتائج البحث منتديات نقلت مواضيعي، بينما تأتي مدونتي، التي نشرت تلك المواضيع قبل أي ناسخ، متذيلة لنتائج البحث، ولا أريد مناقشة نصائح مثل افعل كذا وكذا لتكون أول النتائج، فهذا تحايل وتلاعب لإصلاح عيب في آليات التصنيف لدى جوجل، فهناك الأصل، وهناك النواسيخ، وهذه حقيقة يجب على أهل جوجل أن يعوها، وأما القصص فهي:
رحلة كاترينا فيك من مشاركة الصور عبر انترنت إلى فليكر
ديبي فيلدز، أشهر حلوانية
ج. ك. رولينج، المؤلفة الأكثر ثراء في العالم ومخترعة شخصية هاري بوتر
ماكس ليفشن، من مؤسسي باي بال
انجفار كامبرد، مؤسس ايكيا
راي كروك، إمبراطور ماكدونالدز
فريد ديلوكا، مؤسس مطاعم صبـواي
جورج إيستمان، مؤسس شركة كوداك
تريب هوكنز، مؤسس الترفيه الإلكتروني النقال
اكيو موريتا، صانع سوني
على صعيد آخر تماما، أتوجه بالشكر لأخي باسم من الرياض – السعودية، والذي ترجم إعجابه بكتابي ترجمة
فن الحرب إلى فعل جميل، إذ اتصل بناشري في مصر واشترى منه 200 نسخة دفعة واحدة شحنها إليه الناشر ليوزعها باسم على أصدقائه، وذلك إعجابا منه بالكتاب أولا وترجمتي له ثانيا. ليتنا نجد الآلاف مثل باسم.