بتـــــاريخ : 12/27/2010 7:07:44 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1001 0


    مليونير وعمره 16 ربيعا، فهل نجد مثله عربيا؟

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

    جاء في الخبر أن البريطاني الصغير كريستيان أوينز انضم إلى نادي المليونيرات وعمره 16 سنة. وعمره 7 سنوات، حصل كريستيان على حاسوبه الأول، 3 سنوات بعدها حصل على حاسوب ابل ماك وبدأ في تعليم نفسه كيفية تصميم صفحات ومواقع انترنت، وعمره 14 عاما بدأ مشروعه الخاص الأول والذي كان موقعا متخصصا في توفير تطبيقات خاصة بكمبيوتر ابل ودمجها معا وبيعها بسعر متدني في باقة مشتركة.
    دعني أوضح الأمر أكثر، كان كريستيان يتفق مع مصممي تطبيقات مخصصة لكمبيوتر ابل، على بيع هذه التطبيقات بسعر مخفض جدا، لفترة زمنية محدودة، ضمن باقة كبيرة، فكان يجمع قرابة عشرة تطبيقات سعرها مجتمعة يقارب 400 دولار، ويبيعها بسعر 50 دولار، وكان يتبرع بنسبة 10% للأعمال الخيرية، ولمكافأة المشترين، حين يتخطى عدد المبيعات رقما محددا، كانت يضم إلى الباقة تطبيقا أو اثنين بدون مقابل. هذه الفكرة وحدها ساعدته على تحقيق مبيعات بمقدار 700 ألف جنيه إسترليني أو ما يزيد عن مليون دولار أمريكي خلال عامين من إطلاقها!

    منتشيا بهذا النجاح، دشن كريستيان مشروعه الثاني،
    موقع برنشر والذي يبيع إعلانات مقابل النقر عليها (مثل خدمة جوجل آد ووردز) ممتدة عبر أكثر من 17500 موقعا وعبر العديد من المنصات والتطبيقات. هذا الموقع يقدم قدرة أكبر للمعلنين للتحكم في نوعية المشاهدين لإعلاناتهم وفق المكان الجغرافي والميول وغير ذلك. هذا المشروع الثاني جلب له أكثر من 800 ألف دولار مبيعات في سنته الأولى. اليوم، يعمل لدى كريستيان 8 بالغين موزعين في انجلترا وأمريكا في وظائف مبيعات وتسويق ودعم فني، من ضمنهم أمه وأبيه. كريستيان عازم على تحقيق 100 مليون دولار من شركته برنشر من خلال خططه التوسعية لها.
    نعود إلى عالمنا العربي وواقعه. كنت منذ فترة تحدثت في مقالة طويلة عن وجهة نظري المتواضعة في شأن قرصنة البرامج وأضرارها، ونالت مقالتي هذه نصيها من الهجوم (والشتائم)، ذلك أن المعارضين قصروا رأيهم على أن دفع المال لشركات تصميم هذه البرامج يصب في مصلحة العدو إسرائيل وبالتالي فكل من يدعو لشراء الأصلي لهو من الأعداء والخونة. وجهة نظري كانت أبعد قليلا، فاستعمال المقرصن جعلنا نحن تنابلة، لا نبدع ولا نصمم برامج أو تطبيقات، كما ونسعد بفتاوى تزعم أن قرصنة برامج الشركات الداعم للعدو عمل يرقى إلى درجة الجهاد، ولا أدري بأي منطق يفكر هؤلاء.
    جلس لينوس تورفالدس في عام 1991 ليبرمج نواة برمجية تطورت فيما بعد لتصبح نظام تشغيل رائع اسمه لينوكس. باعتراف لينوس نفسه، لو كان وجد بديلا للنواة التي برمجها لما كان أقدم على تصميم لينوكس. دون الدخول في تفاصيل تقنية كثيرة ليس هنا محلها، لو كان لينوس آثر هوى النفس والراحة والدعة، واستعمل نسخة مقرصنة من ويندوز أو غيرها، هل كنا اليوم لنجد نظام تشغيل مجاني وفاخر وقادر على أشياء كثيرة؟
    نعم، نحمل على عاتقنا تراثا كبيرا من الأفكار الخاطئة، مثل أن انترنت ما هي إلا مضيعة للوقت، أو وسيلة للتعرف على الفتيات، أو تنزيل مقاطع فيديو وكليبات، أو السولفة / الرغي / الدردشة. ثم أضفنا إلى كل هذا أن البرامج والتطبيقات هي نوع من العلوم، ولأن حبس العلم حرام، فبالتالي كل البرامج يجب أن تبقى على المشاع بدون حماية أو اضطرار لدفع ثمن فيها. من ضمن هذه الأفكار الخاطئة أن شراء جهاز كمبيوتر يستتبع شغل كل مساحة التخزين عليه بالبرامج والتطبيقات. كل هذه الأفكار يجب أن نعدلها ونغيرها ونصححها.
    ما حدث فعليا – ربما دون أن ندرك- هو أننا لم نساعد المبرمجين العرب على تطوير تطبيقات عربية بشكل كاف، فمن جهة: من سيشتري تطبيقا عربيا بدائيا، في حين أن البديل مجاني وكامل. كذلك، حتى ولو اشتد ساعد التطبيق العربي، فكيف سينافس المجاني المقرصن؟ إن فكرة دفع مال مقابل شراء تطبيق أو برنامج لا زالت جديدة على العقول وثقيلة على النفوس.
    الآن، افترض معي أن هذا تحقق بالفعل، وأن العرب بدأت تشتري تطبيقات عربية بمعدلات كبيرة من تصميم مبرمجين عرب، ماذا ستكون الخطوة التالية؟ هؤلاء المبرمجون سيكون لديهم الفائض المالي للتسويق والإعلان، وما أفضل وسيلة لذلك؟ حتما مواقع انترنت العربية. إن عددا كبيرا من المواقع العربية تشكو من قلة مردود الإعلانات العربية، لكن لو حدث ووجدت الطلب المتنامي على التطبيقات العربية، ستجد معه الطلب على الإعلان لها، وستجد المواقع العربية بدورها تبحث عن المزيد من مبرمجي المواقع لتنافس وتنتشر، وستدور عجلة التوظيف والتطوير والاقتصاد.
    لكي يخرج الجذر من قلب البذرة، يجب أن تتوفر له الظروف المناسبة، وهذا ما أتطلع لأن تساعدني على تحقيقه. قرصنة البرامج تضرنا نحن قبل غيرنا. القرصنة تجعلنا تنابل، كسالى فكريين، عالة على العالم الغربي الذي يقدم لنا التقنية والثقافة والمعرفة. هب أن شركة مايكروسوفت أفلست وتوقفت عن تطوير نظام التشغيل ويندوز، ماذا سيقرصن المقرصن وقتها؟ هل ستقول هذا الأمر لن يحدث أبدا؟ مثلك مثل من قالوا أن الأزمة الاقتصادية الحالية لن تحدث؟
    كلامي هنا لا يقلل بأي حال من أهمية الشباب الذين بدأوا يتركون كل ما هو مقرصن وينتقلون لاستعمال المجاني رغم ما فيه من عيوب ونواقص، وعلى قلة عدد هؤلاء لكن ديننا دين الإسلام انتشر على يد أربعين أو مائة هاجروا من بلد إلى بلد فرارا بدينهم، حتى أصبح العدد يفوق المليار اليوم.
    ما نحن بحاجة ماسة إليه هو إرساء قاعدة أساسية: البرامج هي منتجات تحصل عليها مقابل دفع المال. عندها سيجد المبرمج العربي أن قضاء الساعات الطوال في تصميم تطبيق عربي هو أمر مجزي، وسيجد أن شراء الكتب والمراجع العلمية أمرا مربحا واستثمارا جيدا. بعدها سيجد هذا المبرمج أن عمله المنفرد ليس مجديا، ولذا سيندمج مع آخرين في شركات كبيرة، هذه الشركات ستصبح قادرة على تقديم منتجات أفضل، وبسعر أفضل. هذه الشركات ستستثمر في التسويق والإعلان ومواقع انترنت، وستوظف المزيد من المبرمجين، وستساعد على توفير بيئة تسمح بخروج مليونيرات صغار السن ومن العرب… كل هذا سيحدث حين نشتري أنا وأنت البرامج والتطبيقات.
    لذلك أود هنا التنويه عن يوم البرمجيات الحرة أو Software Freedom Day المقام في مكتبة / جامعة الإسكندرية في الفترة من 24 أغسطس وحتى 26 أغسطس 2010 المقبل، والذي سيكون فرصة طيبة لمن يريد التعرف على فكرة البرمجيات الحرة / المجانية، ولمن يبحث عن شباب مؤمن بوجوب عدم قرصنة البرامج.
    على جانب آخر، طلب مني أحمد أرسلان التنويه عن الموقع الجديد
    مدونون مسلمون، وها قد فعلت !

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()