أنا رجل أحب علماء المسلمين وأحب فعل الخير، وهذا من فضل ربي، والحمد لله، ولكن عندما تزوَّجت كنت في أشد الحاجة إلى المال من أجل أن أكمل الذي في حاجته، فذهبت إلى أحد الإخوان وطلبت منه سلف (دَين) وقد وافق، ولكن بشرط أن آخذ منه خمسة آلاف ريال وأردها له بعد ستة أشهر سبعة آلاف وخمسمائة ريال، يعني بزيادة ألفين وخمسمائة ريال، ولحاجتي الماسة أخذت هذا المبلغ وأنا كاره، ولقد سددت المبلغ، أي أعدته بعد ستة أشهر على حسب الشرط، وفي خاطري شيء من الحرج، فهل عليَّ ذنب؛ لأنني أخشى أن أكون قد أخذت بالربا؟ أرجو إفتائي، جزاكم الله خيراً.
لا شك أن هذه المعاملة معاملة ربوية وحرام ومنكر عليك وعلى صاحبك، فالواجب عليكما التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والندم على ما مضى، والعزم ألا تعودا إلى ذلك، والواجب على صاحبك أن يرد عليك المبلغ الزائد، ألفين وخمسمائة لأنها لا تحل له، بل هي ربا، فالواجب عليه أن يردها إليك إلا أن تسمح عنها وتبيحه فيها، لأنها معاملة ربوية ليس له أخذ هذه الزيادة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر، والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح، مثلاً بمثل سواء بسواء يداً بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى)، وهذه العُمَل قد أقيمت مقام الذهب والفضة، فليس له أن يأخذ الزيادة، فليس له أن يبيع عشرة باثني عشر، أو يقرض عشرة باثني عشر أو ثلاثة عشر أو أكثر كل هذا لا يجوز، لأنه من الربا، فأنت عليك التوبة وهو عليه التوبة والندم على ما مضى والعزم ألا تعودا في ذلك، وعليه أن يرد إليك ما زاد على الخمسة لأنها أخذت بغير حق، لكن إن أبحته بهذا وسامحته بها معروفاً منك فلا بأس.