6 – تعيين موظفين سيئين / غير أكفاء
(النص الأصلي استخدم كلمة مبرمجين، وعدلتها هنا لتكون موظفين، ليكون المعنى أشمل وأبعد)
عادة وفي حالة شركات انترنت الناشئة، يكون مؤسسوها في الأغلب من المبرمجين المحترفين، ولذا ففي حالة توظيفهم لمبرمج غير كفؤ، يمكنهم هم معالجة هذا الأمر بسبب خبرتهم. على أن الواقع العلمي يؤكد أن شركات انترنت ناشئة كثيرة أغلقت أبوابها وفشلت بسبب توظيفها لمبرمجين غير أكفاء، أو قل سيئين أو مدمرين. الكثيرون من رجال الأعمال ظنوا أن امتلاكهم لفكرة عبقرية، وبعض المال، يكفي لتأسيس شركة وتعيين بعض المبرمجين لتنفيذ هذه الرؤية وهذه الفكرة، ثم أثبتت الأيام خطأ هذا الظن تماما.
تكمن المشكلة في صعوبة تقييم وتحديد المبرمج الجيد و غير الجيد. الكل اليوم يحمل شهادات معتمدة من مايكروسوفت وسيسكو وأوراكل، تثبت أنه عبقري كبير، لكنك عندما توظفه لتنفيذ فكرة ورؤية ما، تجده لا يحقق أي تقدم ولا يفيد المشروع بشكل عام. يخلص بول في هذه النقطة تحديدا إلى أن نجاح شركة انترنت ناشئة يعتمد بشكل كبير جدا على مدى حرفية مؤسسها في مجال البرمجة، ومدى فهمه لخفايا البرمجة، ومن ثم قدرته على تحديد المبرمج الجيد من غيره. وأنا أرى بأن الفكرة ذاتها تنطبق في كل مجال تجارة، فإذا أردت افتتاح مكتب محاسبة، وأنت لا تعرف شيئا عن علم المحاسبة، فلا تلومن إلا نفسك بعدها. نعم، هناك حالات نادرة كسرت هذه القاعدة، لكنها تبقى نادرة.
7 – اختيارات خاطئة
هذه المشكلة من تبعات المشكلة السابقة، فمصيبة تعيين موظفين / مبرمجين غير أكفاء، هي أن خياراتهم بالتبعية تكون غير موفقة وخاطئة. عند نشأة موقع هوتميل، اعتمد في بدايته على نظام التشغيل FreeBSD المجاني لإدارته واستضافته، وحتى بعدما اشترته شركة مايكروسوفت، فهي تركته لسنوات يعمل على هذا النظام، بكل بساطة لأن نظام التشغيل ويندوز وقتها لم يكن ليتحمل الضغط الطاغي من مستخدمي الموقع. لو كان مؤسس الموقع غر جهول، من النوع الذي يتحمس لشيء يحبه بشكل أعمى واختار نظام ويندوز، لكان الموقع غاية في البطء ولتوقف كثيرا عن العمل، ولما حقق النجاح الذي حققه في أيامه.
كاد موقع باي بال ليلاقي المصير المشؤوم ذاته، فبعدما اندمج مع موقع X.com وجاء مدير الأخير ليكون المدير التنفيذي للكيان المندمج، أراد نقل كل شيء للعمل على منصة ويندوز، فقط لأنه خبير بالبرمجة عليها، لكن ماكس ليفشن – المبرمج والمؤسس لباي بال – أوضح بشكل قاطع كيف أن هذا القرار كفيل بالقضاء على موقع باي بال بسبب مشاكل ويندوز الكثيرة. لحسن حظ شركة باي بال، عند هذه النقطة قررت الإدارة تغيير المدير التنفيذي وليس نظام التشغيل.
في فترة ما، كان كل من يمتهن البرمجة يخبرك بأن لغة جافا هي المستقبل، وأن كل شيء سيتحدث بهذه اللغة عما قريب. ما حدث بعدها أن غالبية الشركات الناشئة التي اعتمدت على هذه اللغة فشلت وأغلقت أبوابها.
كيف تختار المنصة الأفضل؟ سؤال صعب، تتركه للمبرمج الكفء الجيد، على أن بول يرى أن زيارة أي قسم أبحاث علمية ومعرفة أي منصة / نظام يستخدموه لإجراء أبحاثهم كفيل بمساعدتك للعثور على الإجابة.
8 –الإطلاق ببطء وبعد تلكؤ
الخبير بمنتجات مايكروسوفت سيخبرك أنها شركة تعتمد على إطلاق برامجها دون تمحيص كاف ثم تعالج شكاوى المستخدمين بعد إطلاق منتجاتها. قد تظن أن هذا الأسلوب في إدارة مشاريعها غير كفء، لكن التجارب أثبتت أن انتظار اكتمال تطبيق ما – يأتي ومعه فشل الشركة وإغلاق أبوابها. بول يرى أن أي تطبيق برمجي لا يكتمل بنسبة 100% بل فقط 85%، وأن البحث عن النسبة الباقية (15%) يأخذ وقتا طويلا ومؤلما، يجلب الخسائر ويغلق الشركات. كذلك، حين يكون لديك التطبيق الجاهز بنسبة 100%، ساعتها لن تجد العميل المستعد لشرائه. هكذا تمضي الحياة!
حين تفرض على نفسك وفريقك موعدا قاطعا لإطلاق منتجك، فأنت تجبر نفسك وفريقك على الانتهاء من الأعمال المطلوبة – كلها أو جلها. لا يمكن القول بأن برنامج ما مكتمل حتى تطلقه فعليا، فإغراء إضافة المزيد والمزيد لا يمكن مقاومته بسهولة. حين تطلق منتج بالفعل، فأنت ترمي الكرة في ملعب العملاء والمستخدمين، الأمر الذي يساعدك على فهم ما يريده هؤلاء بكل وضوح.
عندما تؤجل إطلاق منتجك، يتكاسل الجميع، ويتراخون ويعملون بمعدل أبطأ. على الجهة الأخرى، ستجد الخوف من تبعات الإطلاق، ومن مواجهة العملاء والرد على أسئلتهم، والرعب من حكم العملاء على المنتج، أو الرغبة في الوصول لدرجة الكمال، أو غيرها، كل هذه الأشياء ستدفعك للتأجيل والتسويف والتأخر، وكلها تؤدي لنهاية واحدة، غلق الشركة بسبب الخسائر.
لحسن الحظ، يمكن معالجة كل هذا بقرار بسيط، المنتج سيخرج إلى السوق في موعد كذا مهما حدث.
9 – الإطلاق المبكر / المتعجل
دون إفراط أو تفريط، هكذا تمضي الأعمال. الإطلاق ببطء قضى على شركات ناشئة أكثر بكثير من الإطلاق المتعجل، لكن المشكلة تكمن أن إطلاق منتج غير جيد يجعل العملاء والمستخدمين يصدرون حكمهم عليك بأنك غير محترف وغير جدير باهتمامهم وبالتالي عدم الشراء منك، وهذه الشهرة السلبية غير مطلوبة بأي شكل.
إذا، ستخسر إذا تعجلت، وستخسر إذا تأخرت، فكيف تخرج من هذا المأزق؟ يرى بول أن على المؤسسين تحديد خطة عمل تعتمد على 1- تحديدهم لنطاق عملهم المفيد 2 – والذي يمكن توسيعه وتكبيره ليحقق الفكرة التي أسسوا شركتهم من أجل تحقيقها. تضع الفكرة العامة أمامك، وتفكر في شيء صغير وسريع تبدأ به – وفي الوقت ذاته تستطيع توسيعه أكثر وأكثر حتى يكبر ليحقق الهدف الكبير الذي وضعته. حين تحدد هذه البداية، عليك أن تضع برنامج زمني محدد يلتزم به الجميع.
لنفترض أنك توصلت لاختراع سيارة كهربائية لا تحتاج البنزين لتعمل، ساعتها عليك أن تركز على تفاصيل المحرك وتبني النسخة الأولية، ثم تثبته على هيكل خارجي بسيط ومتواضع لتثبت أن المحرك يعمل بنجاح، بعدها توجه تركيزك إلى الشكل الخارجي. في البداية عليك وضع جدول ملزم زمني للانتهاء من إنتاج هذا المحرك.
10 – ألا يكون لديك مستخدم / عميل بعينه في بالك
لا يمكنك بناء منتج ينال إعجاب مستخدميه، ما لم تفهم هؤلاء المستخدمين بشكل عميق. يعتمد نجاحك على مدى مقدار فهمك للمشكلة التي تريد حلها من خلال منتجك / خدمتك. إذا حاولت حل مشكلة لا تفهمها على الوجه الكافي، فأنت في مأزق كبير.
أكبر خطيئة يقع فيها مؤسسو الشركات الناشئة هو أن يأتوا بمنتج ما، يرون أن هناك حتما مستخدم / عميل ما سيستفيد منه، لكنهم لا يقدرون على تحديد هذا المستفيد بشكل أدق أو أوضح أو قاطع. هل تستفيد أنت شخصيا من منتجك / خدمتك؟ حسنا، ومن غيرك؟ المراهقون؟ أي شريحة منهم، وفي أي موقع و موقف؟ هل تطبيقك يفيد قطاع الأعمال؟ أي أعمال؟ التجارة ؟ الصناعة ؟ الجيش ؟
نعم، يمكنك بناء شيء وتوقع أن تجد مشترين له، لكنك ستكون كمن يطير بطائرة عملاقة، ولا يرى شيئا خارجها، ويعتمد بقاءه حيا على مراقبته لعدادات ومؤشرات قمرة القيادة. في هذه الحالة، هذه العدادات هي المستخدمون والمشترون والعملاء، عليك أن تعثر عليهم وتقيس ردود أفعالهم وتبني قراراتك بناء عليها. حين تبني منتجا / تقدم خدمة موجهة للمراهقين، عليك أن تبحث عنهم وتكلمهم وتناقشهم، وتقنعهم باستخدام منتجك / تجربة خدمتك وتقيس رد فعلهم، إلا تفعل تكن من الخاسرين!
وكما هي العادة، نكمل بعد ساعة.