حكم الاقتراض بالفائدة لسداد الديون
أنا موظف مرتبي حوالي: 3048 ريال، ومتزوج منذ عام تقريباً، وعلي ديون تصل إلى 53 ألف ريال، وكثيراً ما يحرجني أصحاب الديون ولا أجد ما أسدد لهم، فهل يجوز لي أن أقترض من أحد البنوك التي تقرض بأخذ فائدة، علماً بأن القرض لا يكفي نصف ديوني؟ أفيدوني، جزاكم الله خيراً[1].
لا يجوز للمسلم أن يقترض من البنك ولا غيره قرضاً بالفائدة؛ لأن ذلك من أعظم الربا، وعليه أن يأخذ بالأسباب المباحة في طلب الرزق، وقضاء الدين، وفيما أباح الله من المعاملات وأنواع الكسب ما يغني المسلم عما حرم الله عليه.
والواجب على أصحاب الدين أن ينظروك إلى ميسرة إذا عرفوا إعسارك؛ لقول الله سبحانه: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ[2].
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أنظر معسراً أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))[3]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة))[4].
[1] نشر في كتاب (فتاوى إسلامية)، من جمع الشيخ / محمد المسند، ج2، ص: 412، وفي كتاب (فتاوى البيوع في الإسلام)، من نشر (جمعية إحياء التراث الإسلامي) بالكويت، ص: 67.
[2] سورة البقرة، الآية 280.
[3] رواه الإمام أحمد في (مسند المكيين)، (حديث أبي اليسر الأنصاري كعب بن عمرو - رضي الله عنه -)، برقم: 15095، ومسلم في (الزهد والرقائق)، باب (حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر)، برقم: 3014
[4] رواه مسلم في (الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار)، باب (فضل الاجتماع على ذكر القرآن)، برقم: 2699.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد التاسع عشر