إذا لم يستطع الهدي - سماحة الشيخ- إما لمشقة أو لعدم وجود القيمة، أو لقلة ما بيده من نقود، هل هناك أشياء أخرى ممكن أن يفعلها حتى تنوب مناب الهدي أو الفدية؟
نعم، إذا عجز بأن صارت النقود عنده قليلة لا تكفي لشراء الهدي فإنه يصوم ..... عن الهدي لفقره وحاجته أو ضياع نفقته أو نحو ذلك، فإنه يصوم عشرة أيام، ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله، لقوله جل وعلا: ..فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.. (196) سورة البقرة، يعني أن هذا للآفاق، لمن يأتي من خارج مكة، فإنه إذا عجز يصوم عشرة أيام، ثلاثة في الحج قبل عرفة أفضل، ثم في العشر قبل عرفة، أو في ذي القعدة، بعد فراغه من العمرة يصومها، والسبعة تؤخر إلى بلده لأن هذا أسهل عنه، وإن صامها في مكة بعد الحج فلا بأس، لكن تأخيرها إلى بلده أفضل له، فإن لم يصم الثلاثة قبل عرفة صامها في أيام النحر، في الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، هذه رخصة خاصة لمن عجز عن الهدي يصوم في أيام التشريق، ولا يجوز صيامها لغيره، لأنها أيام عيد فلا تصام إلا لمن عجز عن الهدي ولم يصم قبل عرفة، فإنه يصومها، ثم يصوم السبعة بعد ذلك في مكة أو في أهله، وصومها في أهله أفضل، لقوله سبحانه: (وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ)، يعني هذا رحمة من الله وتيسير منه سبحانه وتعالى أنه يؤخر صوم السبع حتى يصل إلى أهله، لأنه في الغالب أرفق، لكن لو أقام في مكة وأحب أن يصوم في مكة فلا بأس.