كانت عندنا عادة في بلادنا، كنا نذبح ليلة الحج، أي ليلة التاسع من ذي الحجة من كل عام، اعتقاداً بأن هذه الذبيحة حجٌ للأموات، وفي صباح اليوم نفسه -أي: اليوم التاسع- نذبح ذبيحةً أخرى، وهذه تسمى: حجٌ للأحياء، ولكن بعد أن عرفنا أن الذبح لغير الله لا يجوز، لا ز
هذا العمل بدعة لأن الذبيحة ليست حجةً لا لحي ٍ ولا لميت، الذبيحة سنة، صدقة، وتخصيصها بعرفة وعلى أنها حجة هذا باطل، بدعة فينبغي أن لا يؤكل منها، هجراً لهم وتأديباً لهم، وإلا فلا تحرم لأنه يذبحها لله، فلا تحرم، لكن من باب التأديب، ويعلمون إذا أردوا الصدقة يتصدقون بها في أي وقت، من باب الصدقة يذبحها في يوم العيد أو في يوم عرفة أو في أي يوم، من باب الصدقة ليوم عرفة يوم فاضل إذا ذبح ذبيحة يتصدق بها لأنه يوم فاضل فلا بأس، أو يوم الثامن أو اليوم السابع أو في أي يوم ذبحها ليتصدق بها على الفقراء أو ليأكل منها وينادي عليها جيرانه وأقاربه أو ما أشبه ذلك، لا بأس، أيام التسع هذه أيام عظيمة وأفضلها يوم عرفة ثم يليها يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر، وإذا ذبح عن الميت وعن الحي في أيام العيد ضحايا كان هذا أفضل، يذبح ذبيحة عن أبيه أو عن أخيه أو عن الميت أو عنه وعنهم جميعاً، كل هذا مستحب، أما اعتقاد أنها عن حجة في الليل عن الميت وفي النهار عن حي هذا لا أصل له، أو كون في هذا الوقت خاصة تكون حجة كل هذا لا أصل له، فينبغي للمؤمن أن يتأدب بالآداب الشرعية، يذبح الذبيحة للصدقة، يتصدق بها أو ليجود بها على أهل بيته ويحسن إليهم ويطعمهم أو ينادي معهم جيرانه وأقاربه لا بأس على أنها صدقة لا أنها حجة.