لو تكرمتم أن تشرحوا لي أعمال الحج بشكل ملخص, لكي لا أطيل عليكم مع بيان ما هو الواجب، وما هو الركن والسنة، وماذا يلزمني إن أخللت بواحدة من هذه؟
صفة الحج باختصار، أن يلبي المسلم بالحج إذا وصل الميقات، يلبي بالحج مفرداً إذا كان الوقت ضيقاً, فإذا قدم مكة طاف وسعى وبقي على إحرامه حتى يتوجه إلى عرفات، يوم عرفة، يوم التاسع، ويبقى فيها إلى غروب الشمس ثم ينصرف منها ملبيا إلى مزدلفة، فيقيم بها حتى يصلي الفجر، ثم يبقى بها يذكر الله ويلبي ويدعو حتى يسفر، فإذا أسفر انصرف إلى منى قبل طلوع الشمس فيرمي الجمرة، جمرة العقبة بسبع حصيات, ثم يحلق أو يقصر والحلق أفضل، ثم يطوف طواف الإفاضة، ويكفيه السعي الأول، وبذلك تم حجه وحصل له التحلل كاملاً، ويبقى عليه رمي الجمار في اليوم الحادي عشر و الثاني عشر رمي الجمار الثلاث، كل جمرة بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة يبدأ بالأولى التي تلي مكة, جمرة العقبة يبدأ بها، يبدأ الصغرى التي تلي مسجد الخيف, ثم الوسطى, ثم جمرة العقبة هي الأخيرة، في يوم الحادي عشر والثاني كل جمرة يرميها بسبع حصيات، ويقف عند الأولى، ويجعله عن يمينه ويدعو ويلح في الدعاء ويرفع يديه ويطيل في الدعاء, ثم يأتي الوسطى ويرميها بسبع حصيات، ويجعلها عن يساره, ثم يتوجه إلى الكبرى جمرة العقبة فيرميها بسبع حصيات ويقف عندها, يرمي الجمرة الأولى بسبع حصيات ويجعلها عن يساره، الأولى يجعلها عن يساره ويرميها بسبع حصيات ويقف عندها ويدعو بعد الرمي، ويكبر ويرفع يديه و يلح بالدعاء، ثم يأتي الوسطى ويرميها أيضاً بسبع حصيات ثم يقف ويجعلها عن يمنيه الوسطى، ثم يأتي الأخيرة ويرميها بسبع حصيات ولا يقف عندها, وفي اليوم الثاني عشر كذلك، يرمي الثلاث كما رمى في اليوم الحادي عشر، وبهذا تم الرمي إذا أراد التعجل، وإن أراد التأخر بعد الثاني عشر ورمى يوم الثالث عشر بسبع حصيات الثلاث الجمار بعد الزوال في الأيام الثلاثة، وإن نفر في اليوم الثاني عشر فلا بأس النفر الأول، وإن جلس حتى يرمي في اليوم الثالث عشر بعد الزوال، يرمي الجمرات الثلاث كما رماها في اليوم الحادي عشر والثاني عشر فهذا أفضل لقول الله-جل وعلا-: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) (البقرة:203)، والنبي تأخر-صلى الله عليه وسلم- ورمى في اليوم الثالث عشر-عليه الصلاة والسلام-، ثم يذهب إلى مكة أو يبقى في العزيزية ونحوها حتى يسافر، فإذا أراد السفر وعزم عليه طاف للوداع سبعة أشواط بالبيت من دون سعي، هذا يقال له طواف الوداع عند السفر، هذا الحج مختصراً، والأفضل له إذا كان ما معه هدي الأفضل له أن يحرم بعمرة متمتعاً هذا هو الأفضل، يحرم بعمرة ويطوف, ويسعى, ويقصر إذا كان قدومه بعد رمضان, ثم يلبي بالحج يوم الثامن كما أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- أصحابه، إذا قدم وليس معه هدي يلبي بالعمرة في أشهر الحج، ويطوف, ويسعى, ويقصر, ويحلق، ثم يلبي بالحج في اليوم الثامن ويفعل ما تقدم من أفعال الحج إذا أمكنه ذلك، أما إذا كان الوقت ضيقاً ما زاده يوم من عرفة مثلاً, أو في ليلة عرفة, أو في اليوم الثامن يرى أن الوقت عليه ضيق وأحرم بالحج وحده فلا بأس كما تقدم، وإن أحرم بالحج والعمرة جميعاً فلا بأس لكن السنة أن يجعلها عمرة إذا أحرم بهما جميعاً وليس معه هدي السنة أن يتحلل يطوف, ويسعى, ويقصر, ويجعلها عمرة ويتحلل منها هذا هو الأفضل، الذي أمر النبي-صلى الله عليه وسلم- بها أصحابه- رضي الله عنهم- يوم حجة الوداع، ثم يلبي بالحج يوم الثامن من مكة، يلبي بالحج، ويتوجه إلى منى ملبيا يوم الثامن, فيصلي بها الظهر, والعصر, والمغرب, والعشاء, والفجر قصراً بلا جمع، الظهر ثنتين, والعصر ثنتين, والمغرب ثلاث, والعشاء ثنتين, و الفجر ثنتين قصراً بلا جمع في منى, وبعد طلوع الشمس يتوجه إلى عرفات ملبياً فيصلي الظهر والعصر في عرنة إن تيسر وإذا لم يتيسر صلاها في عرفات, وإن تيسر أن يصليها خارج عرفات كما صلاها النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم يدخل عرفات بعد الصلاة يصلي الظهر والعصر قصراً وجمعاً بأذان وإقامة في كل واحد بأذان واحد وإقامتين لكل واحد إقامة، وإن صلى مع الإمام فهو سنة في مسجد نمرة يصلي مع الإمام الظهر والعصر جمعاً وقصراً كما فعله النبي-صلى الله عليه وسلم- جمع وقصرا بأذان واحد وإقامتين, ثم يتوجه إلى عرفات ويقيم بها إلى غروب الشمس على دابته, أو سيارته, أو على الأرض رافعاً يديه يذكر الله ويدعوا ويلبي حتى تغيب الشمس، ثم إذا غابت توجه إلى مزدلفة ملبياً ولا يعجل، في الطريق لئلا يؤذي أحداً، فإن وجد متسعاً لا بد أن يعجل حتى يصل إلى مزدلفة كما تقدم فيصلي بها المغرب والعشاء قصراً وجمعاً، بأذان واحد وإقامتين ويبيت بها, فإذا صلى الفجر وقف عند المشعر أو في أي جزء من مزدلفة يدعو الله ويذكره ويلبي في أي جزء؛ لأن الرسول وقف في عرفة وقال: (وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف)، ووقف في جمع وقال: (وقفت هنا وجمع كلها موقف)، يعني مزدلفة، فإذا أسفر جداً توجه إلى منى قبل طلوع الشمس كما تقدم، ولا بأس للضعفاء من النساء, والصبيان, والشيوخ أن يتعجلوا من مزدلفة قبل الفجر في النصف الأخيرة إلى منى؛ لأن الرسول رخص لهم في ذلك قبل الزحمة, فإذا وصلوا منى رموا الجمرة بسبع حصيات ولو في آخر الليل يكبروا مع كل حصاة، ثم إن شاء بقي في منى، وإن شاءوا تعجلوا إلى مكة لطواف الإفاضة، كل هذا جائز والحمد لله وفيه سعة، والنبي يوم العيد سئل عمن قدم وأخر فقال لا حرج، سئل عمن رمى قبل أن يفيض فقال: لا حرج، من أفاض قبل أن يرمي، قال: لا حرج، المقصود أنه وسع في هذا- عليه الصلاة والسلام- لكن السنة أن يرمي ثم ينحر إن كان عنده هدي, ثم يحلق أو يقصر و الحلق أفضل، ثم يطوف ويسعى، هذا هو الأفضل هذا الترتيب يوم العيد، الرمي, ثم النحر إذا كان عنده نحر, ثم الحلق أو التقصير و الحلق أفضل، ثم يكون قد تحلل يلبس ثيابه ويتطيب, ثم الطواف والسعي وبهذا يحل الحل كله قبل الطواف لا يحل له النساء، فإذا طاف حل له النساء، ومن قدم شيئاً على شيء فلا بأس، لو أنه حلق قبل أن يرمي, أو نحر قبل أن يرمي, أو طاف قبل أن يرمي فكل هذا لا بأس به؛ لأن الرسول سئل عمن قدم وأخر فقال: لا حرج لا حرج-صلى الله عليه وسلم-لكن الترتيب أفضل، يرمي, ثم ينحر, ثم يحلق ويتحلل إلا من النساء، ثم يطوف ويسعى هذا هو الأفضل، هذا هو الترتيب الذي فعله النبي- صلى الله عليه وسلم-، وأن يكون طواف الوداع عند خروجه من مكة إلى بلده.