ألاحظ أن كثيراً من الناس يحرصون على تأدية العمرة في رمضان، والبعض يكررها في هذا الشهر الكريم ولاسيما في العشر الأواخر، حدثونا -لو تكرمتم- عن مشروعية هذا العمل، وعن تكرار العمرة بالنسبة للفرد ولاسيما في العشر الأواخر -كما ذكرت-؟
أسباب ذلك أنه صح عن النبي الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (عمرة في رمضان تعدل حجة) وفي رواية أخرى: (تعدل حجة معي) يعني معه عليه الصلاة والسلام، فلهذا ينافس المسلمون في ذلك ويحرصون على أداء العمرة في رمضان، رغبة في هذا الأجر العظيم وإذا كررها في رمضان مرتين أو ثلاثاً فلا بأس من أجل هذا الخير العظيم، لكن ينبغي له أن يلاحظ أن لا يشق على الناس، فإذا كان في زحمة في العشر الأخيرة فالأقرب عندي والأظهر عندي كف ذلك حتى يوسع للناس مادام اعتمر في أول الشهر فالحمد لله، حتى لا تحصل لعمرته وأمثاله المضايقة للناس الذين لم يعتمروا في أول الشهر. فالحاصل أن المؤمن يراعي أحوال إخوانه الذين يعتمرون في العشر الأخيرة، فإذا كان في وقت تحصل فيه شدة فينبغي له أن يوسع لهم، وأن يكتفي بالعمرة السابقة التي حصلت له في أول الشهر أو في أثنائه، والحمد لله.