كلمة الدكتور / عبد الله عبد المحسن التركي - حفظه الله - وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
فإن الله عز وجل قد وهب سماحة والدنا وشيخنا العلامة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، من الصفات الحسنة ، والخلال الحميدة ، والشمائل الكريمة ؛ الشيء الكثير ، فهو - حفظه الله وبارك في عمره - في مقدمة علماء الشريعة في المملكة العربية السعودية ، بل وعلى مستوى العالم ، وهو إلى جانب ما وهبه الله من العلم الواسع تجتمع فيه خلال قلّ أن تجتمع في غيره ، فقد عرفته كما عرفه غيري عالما فاضلا ، ضرب من نفسه المثل والقدوة في التواضع والسماحة والكرم والإيثار ، والزهد والورع والتقوى ، والسعي في حاجات المسلمين أفرادا وهيئات ، والاهتمام بهم حيث كانوا .
وقد بارك الله تعالى في علمه ، فانتفع به خلق كثير ، سواء كان ذلك في حلقات التدريس ، أم في المحاضرات في الجامعات والمدارس والهيئات ؛ أم في نصحه وإرشاده في كل مناسبة ، أم في برامج الإذاعة ، أم فيما ينشر في الصحافة ، أم في منزله العامر ، أم في مقر عمله .
كما بارك الله في وقته وجهوده وجميع أموره ، لا يدخر جهدا في التوجيه والنصح والإرشاد محب لولاة الأمر ، ناصح لهم ، عون لهم على كل خير ، سالك الطريق الوسط ، لا إفراط ولا تفريط . هكذا عرفته في علمه وفضله ، وحسن تعامله وسائر صفاته ، من غير مبالغة غير مشروعة في المديح ، ولا إطراء في الثناء ، كموقفنا الوسط من علماء السلف الصالح - رحمهم الله - نجلهم ونحترمهم ، ونعرف لهم فضلهم وجهودهم ، ونفيد من علمهم ، وندعو لهم ، ولا نتجاوز ذلك .
وقد عرف ولاة أمرنا - وفقهم الله وأيدهم - لسماحته قدره ومنزلته ، ورأوا فيه العالم الفاضل الكفء فكانوا له نعم المعين والسند - بعد الله عز وجل - انطلاقا من نهجهم الكريم في العلماء وتقديرهم ، ومن عقيدتهم الإسلامية الخالصة ، والأخذ بالشريعة الإسلامية قولا وعملا ، وتحكيمهم لها في جميع شئونهم ، وقيادة الدعوة الإسلامية الصحيحة .
وقد سبق أن منح سماحته - حفظه الله - جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام تقديرا لعلمه وجهوده في هذا المجال المهم .
جزى الله سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العملية والإفتاء ، كل خير عنا وعن الإسلام والمسلمين على ما قدم وما سيقدم من جهود وخدمات ، وعلى نصحه وإخلاصه ، وضاعف له الثواب ، وجمع له بين عاجل بشرى المؤمن وآجلها ، وبارك في عمره وأعماله ، ووفق أعوانه ومن حوله من العلماء والمسئولين والعاملين ، وهدانا وإياهم الصراط المستقيم . . آمين .