في خطوة تؤشر إلى احتدام المنافسة بين عملاقي الإنترنت، قرر «غوغل» منع «فايسبوك» والمواقع الإلكترونية الأخرى من الوصول إلى بيانات ومعلومات مستخدميه، ما لم تسمح تلك المواقع بتبادل مماثل للمعلومات مع «غوغل».
وسيمنع «غوغل» منافسه «فايسبوك» تحديداً من استيراد بيانات الاتصالات الخاصة بمستخدمي بريد «جي ميل» التابع لـ«غوغل» واستخدامها لأغراضه الخاصة، متهماً إياه بـ«استنزاف» البيانات من دون السماح لـ«غوغل» باستيراد وتصدير تلقائي للمعلومات الخاصة بمستخدمي «فايسبوك».
ويعتمد «فايسبوك»، الذي يضم أكثر من 500 مليون مشترك، على خدمات البريد الإلكتروني مثل «جي ميل» لمساعدة المستخدمين الجدد على إيجاد أصدقاء لهم على الشبكة العنكبوتية.
وأوضح «غوغل» في بيان أصدره يوم الجمعة الماضي، أن المواقع مثل «فايسبوك» تترك المستخدمين في بيانات نهايتها ميتة».
وأضاف البيان: «قررنا تغيير نهجنا قليلاً لنعكس حقيقة وهي أن المستخدمين لا يدركون غالباً أنهم بمجرد أن صدّروا اتصالاتهم إلى مواقع مثل «فايسبوك»، تكون قد تمت محاصرتهم بشكل فعال». وتابع البيان: «لن نسمح للمواقع بجعل استيراد اتصالات مستخدمي «غوغل» تلقائياً إلا إذا سمحوا باستيراد مماثل إلى مواقع أخرى».
وبرغم أن «غوغل» وضع الخطوة في إطار محاولةٍ لحماية قدرة مستخدميه في الاحتفاظ بالسيطرة على بياناتهم الشخصية على الإنترنت، فإن محللين يرون أن الخطوة تأتي في سياق المعركة بينه، باعتباره محرك البحث الأكبر في العالم، وبين «فايسبوك»، الشبكة الاجتماعية المهيمنة على الإنترنت.
ويقول راي فالدز من شركة «غارتنر» الاستشارية لأبحاث تكنولوجيا المعلومات إن «دينامية القوة الأساسية على الإنترنت اليوم هي هذا الصراع الناشئ بين «فايسبوك» و«غوغل».
ويضيف: «يحتاج «غوغل» إلى أن يتطور ليصبح لاعباً كبيراً في النسيج الاجتماعي ولم يكن قادراً على القيام بذلك».
ويعتبر فالدز أنه «إذا قام الناس بالبحث من خلال «فايسبوك»، لدى إرسالهم بريداً إلكترونياً عبره، وإذا قاموا بالتراسل الفوري بواسطته، كل ذلك سيأخذ من خصائص «غوغل».
كما أن «غوغل» يرغب في ثروة المعلومات التي ينشئها، ويجمعها أكثر من نصف مليار مستخدم على «فايسبوك». إذ إن نفاذ «غوغل» إلى تلك البيانات قد يشكّل أمراً قيّماً له، خصوصاً أن نموذج أعماله يستند إلى السماح لمستخدميه بإيجاد أيٍ معلومة في أي مكان على الشبكة.
بدوره، يعتبر المحلل في شركة «ويدباش» للاستثمارات والأسهم الخاصة، لو كيرنر، أن «غوغل» يحاول أن يستخدم نفوذه الذي يملكه للولوج قدر الإمكان إلى الرسم البياني الاجتماعي لـ«فايسبوك» (شبكة الأصدقاء والمصالح)، حتى يستطيع توفير أفضل وظيفة بحث ممكنة».
ويردف كيرنز: «كلما زادت البيانات التي يصل إليها «غوغل» تكون نتائج بحثه أفضل».
(«رويترز»)