بتـــــاريخ : 11/4/2010 12:02:43 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1850 0


    آداب السفر

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : موقع مناسك | المصدر : www.mnask.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    أخي الحاج: كأني بك قد شددت حقائبك، وهيأت مركبك؛ تقصد بيت الله العتيق، فسِرْ على بركة الله، لكن دعني أضع بين يديك مجموعة من الآداب المرعية التي دعت شريعتك الغراء إلى مراعاتها؛ لتقطع مراحل رحلة حجك منذ البداية حتى النهاية؛ وأنت في كنف العبودية والطاعة، وتأكد أن في استحضارها أعظم النصير على مشاق المسير بعد عون السميع البصير، وإليك هي:

     

    أولاً: الآداب العامة

     

    أ/ قبل الانطلاقة:

     

    - المشاورة: فيستحب أن يشاور العبد من يثق بدينه وخبرته وعلمه فيما يتعلق باختيار الطريق، والحملة الموثوقة، والوقت، وحجه لذلك العام عملاً بقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} (سورة آل عمران:159).

     

    - الاستخارة: فينبغي إذا عزم على الحج أو غيره أن يستخير الله تعالى، ويأتي بدعاء الاستخارة إن تردد، فعن جابر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ، كالسورة من القرآن : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ، ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به ، ويسمي حاجته ) رواه البخاري

     

    - التوبة ورد المظالم والديون إذا استقر عزمه على السفر، ويطلب المسامحة ممن كان يعامله أو يصاحبه، ويكتب وصيته، ويُشهد عليها، ويوكل من يقضي عنه ديونه إذا لم يتمكن من وفائها، ويترك لأهله ما يحتاجونه من نفقة، فالسفر موطن هلكة، ومظنة تلف.

     

    - إرضاء الوالدين ومن يتوجب عليك بره وطاعته، فأنت لا تدري ما قُدِّر لك. عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم! قال: ففيهما فجاهد" رواه البخاري ومسلم . قال الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ويحرم السفر بغير إذنهما، لأن الجهاد إذا منع مع فضله فالسفر المباح أولى".

     

    - الاستكثار من الزاد الطيب والنفقة ليواسي المرء منه المحتاجين قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} (البقرة: 267)، والمراد بالطيب هنا: الجيد، والخبيث: الرديء, ويكون طيب النفس بما ينفقه؛ ليكون أقرب إلى قبوله.

     

    - اختيار الرفيق المؤاتي الموافق، الراغب في الخير، الكاره للشر، الذي يذكرك بالله إذا نسيت ، ويعينك إذا ذكرت ، ويرفق بك في سيرك ، وما سمي السفر سفراً إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال ومعادنهم وطباعهم. وألا يسافر المرء وحده. ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( الراكب شيطان ، والراكبان شيطانان ، والثلاثة ركب ). رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الألباني.

     - توديع الأهل والإخوان والجيران والأحباب، بأن يقول كل واحد لصاحبه: "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك" رواه أبو داود برقم (2602) وصححه الألباني. والتماس الوصية والدعاء من أهل الصلاح والفضل، عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أريد سفراً فزودني، قال: ((زودك الله التقوى))، قال: زدني، قال: ((وغفر ذنبك)) قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: ((ويسر لك الخير حيثما كنت)) . رواه الترمذي ، وقال الألباني في صحيح الترمذي "حسن صحيح

    "

     

     

     

     ب/ بعد الانطلاقة:

     

    - مرافقة الجماعة في السفر لحديث ((لَوْ يعلم النَّاسَ ما في الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكْبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ)) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ برقم (2836).

     

    - اختيار أمير للجماعة التي يرافقها في سفره لقَوله صلى الله عليه وسلم: ((إذَا خَرَجَ ثَلاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ)) (رواه أبو داود برقم (2610)، وصححه الألباني، ويفضل أن يكون الأجود رأياً؛ ليكون أجمع لشملهم, وأدعى لاتفاقهم, وأقوى لتحصيل غرضهم.

     

    - استحباب السفر يوم الخميس يقول كعب رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يخرج يوم الخميس" رواه البخاري برقم (2790).

     

    - التبكير أول النهار لحديث صخر الغامدي وابن عمر وجمع من الصحابة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اللهم بارك لأمتي في بكورها وكان إذا بعث سرية أو جيشا ، بعثهم أول النهار . وكان صخر رجلا تاجرا . وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار ، فأثرى وكثر ماله " رواه ابن ماجه والترمذي وأبو داود وصححه الألباني

     

    - لا تنس الأدعية المأثورة في سفرك:

     

    فعند الخروج من البيت: ((اللهم إني أعوذ بك من أن أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أو أَجْهَلَ أو يُجهَلَ عليَّ)) رواه أبو داود (5096)، وصححه الألباني.

     

    وعند الركوب ((بسم الله)))

     

    وإذا استوى على دابته قال: ((الحمد لله، سبحان الذي سخَّر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون)) رواه مسلم برقم (1342).

     

    وحال الخروج من بلده ((اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما تحب وترضى، اللهم هوَّن علينا سفرنا واطو عنَّا بُعْده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال،. اللهم إنا نعوذ بك من وَعْثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد)) رواه مسلم برقم (1342).

     

    وإذا أشرف على قرية أو نزل فيها ((اللهم رب السموات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها، وشر ما فيها)) رواه الطبراني برقم (18337).

     

    ويستحب له أن يقول في السحر إذا بدا له الفجر: ((سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا، وأفضل علينا عائذاً بالله من النار)) رواه مسلم برقم (2718).

     

    وحين نزول منزل رواه مسلم برقم (2708) ...إلخ.

     

    - نزول المنزل مجتمعين، ويُكره تفرقهم في الشعاب لِأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك. فقد روى أبو ثعلبة الخشني  قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان ))، "فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال لو بسط عيهم ثوب لعمهم " (رواه أبو داود، وصححه الألباني)

     

     - التباعد عن الطريق إذا نزل للنوم والراحة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((  إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنَة فبادروا بها نقيها، وإذا عرستم   المعرس: الذي يسير نهاره ويعرس أي ينزل أول الليل، وقيل: التعريس النزول في آخر الليل   فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل )) رواه مسلم . قال النووي في شرح مسلم  ( وهذا أدب من آداب السير والنزول أرشد إليه صلى الله عليه وسلم ، لأن الحشرات ودواب الأرض من ذوات السموم والسباع تمشي في الليل على الطرق لسهولتها، ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه، وتجد فيها من رمة ونحوها، فإذا عرس الإنسان في الطريق ربما مر منها ما يؤذيه، فينبغي أن يتباعد عن الطريق )

     

    - يغتنم السفر في الليل فقد ثبت في حديث أنس أن الأرض تطوى بالليل (رواه أبو داود برقم 2573، وصححه الألباني).

     

    - التكبير عند العلو، والتسبيح عند الهبوط في واد ونحوه، بدون رفع الصوت كما روى ذلك جابر بن عبد الله.

     

    - كثرة الدعاء في السفر؛ فقد ثبت أن للمسافر دعوة مستجابة.

     

    - ينبغي المحافظة على الطهارة والصلاة في أوقاتها واتخاذ الأسباب المعينة عليها, وقد يسر الله ذلك بما جوزه من التيمم، والجمع، والقصر. عن نافع بن جبير عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سفر له ((من يكلؤنا الليلة لا نرقد عن صلاة الصبح)) قال بلال أنا ... الحديث ) رواه النسائي وسنده صحيح. وعن أبي قتادة النصاري رضي الله عنه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر ، فعرس بليل ، اضطجع على يمينه . وإذا عرس قبيل الصبح ، نصب ذراعه ، ووضع رأسه على كفه ) رواه مسلم

     

    ثانياً: ما يخص قاصد البيت (الحاج والمعتمر)::

     

    أ/ الآداب الواجبة:

     

    - يجب على الحاج أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله عز وجل والدار الآخرة، والتقرب إلى الله بما يرضيه من الأقوال والأعمال في تلك المواضع الشريفة، ويحذر كل الحذر من الرياء والسمعة لقوله سبحانه: {{وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (سورة البينة:5).

     

    - على الحاج والمعتمر أن ينتخب النفقة الحلال الخالصة من الشبهة، فقد ذهب الجمهور إلى أنَّ من حجَّ بمالٍ فيه شبهة، أو بمال مغصوب؛ صح حجه، لكنه ليس حجاً مبروراً، وقال أحمد: لا يجزيه الحج بمال حرام.

     

    - أن يتعلم القاصد كيفية الحج وما يحتاجه في طريقه لأداء المناسك يقول صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) رواه البخاري برقم (71)، ومسلم برقم (1037)، ويستحب أن يستصحب معه كتاباً في مناسك الحج يستعين به في تأديته المشاعر وفق روح الشريعة، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

     

    - عليه أن يبتعد عن جميع المعاصي، ويصون لسانه عن السباب والغيبة والنميمة لقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ} (سورة البقرة: 197)، ولا شك أن حجه يبدأ من حين عقد نيته إلى الحج، وانطلق براحلته.

    ب/ الآداب المستحبة:

     

    - التفرغ للعبادة، لكن إن اتجر مع ذلك صح حجه لقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ} (سورة البقرة:198).

     

    - ينبغي أن يصحب في سفره رفيقاً عالماً مستفيداً، يبصره دينه، ويفقهه مناسك الحج، ويمنعه بعلمه وعمله من سوء ما يطرأ على المسافر من مساوئ الأخلاق والضجر، ويعينه على مكارم الأخلاق، ويحثُّه عليها.

     

    - اختيار وسيلة المواصلات المريحة في الحج، وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج راكباً، وكانت راحلته زاملته، والزاملة: البعير الذي يُحمل عليه الطعام والمتاع.

     

    ثالثاً: آداب رجوع الحاج من سفره:

     

    - أن يتعجل في العودة، ولا يطيل المكث لغير حاجة; لقوله صلى الله عليه وسلم: ((السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله)) رواه البخاري برقم (1710)، ومسلم برقم (1927). قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : " في الحديث كراهة التغرب عن الأهل لغير حاجة، واستحباب استعجال الرجوع، ولاسيما من يخشى عليهم الضيعة بالغيبة، ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا، ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة " .

     

    - يستحب أن يقول أثناء رجوعه من سفره ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: ((لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)) رواه البخاري برقم (1703).

     

    - لا يطرق أهله في الليل بل يدخل البلدة غدوة، أو آخر النهار؛ ففي الحديث عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا ))  رواه البخاري ، وعنه رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة . فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل . فقال (( أمهلوا حتى ندخل ليلاً )) أي عشاء ، كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ) رواه البخاري ومسلم ، وعنه أيضاً قال : (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً . يتخونهم أو يلتمس عثراتهم ) رواه مسلم . وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يطرق أهله، كان لا يدخل إلا غدوة أو عشية" رواه البخاري ومسلم  قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (ومعنى هذه الروايات كلها أنه يكره لمن طال سفره أن يقدم على امرأته ليلاً بغتة، فأما من كان سفره قريباً تتوقع امرأته إتيانه ليلاً فلا بأس كما قال في إحدى هذه الروايات: ((إذا أطال الرجل الغيبة)) .

     

    - أن يبتدئ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين لفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر ، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهارا ، في الضحى . فإذا قدم ، بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين . ثم جلس فيه " رواه مسلم

     

    - يستحب أن يقول إذا دخل بيته ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم: ((توباً توباً، لربنا أوباً، لا يغادر حوباً)) رواه أحمد برقم (2311) وحسنه الأرناؤوط، و"توباً": أي نسألك توبة كاملة، و"لا يغادر حوباً" أي لا يترك إثماً.

     

    - إذا قدم المسافر إلى بلده استحبت المعانقة؛ لما ثبت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما قال أنس رضي الله عنه أنهم كانوا إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا. رواه الطبراني برقم (97) وحسنه الألباني.

     

    -  يستحب جمع الأصحاب وإطعامهم عند القدوم من السفر; لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

     

    - تستحبّ الهدية؛ لما فيها من تطييب القلوب، وإزالة الشحناء قال صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابّوا)) رواه البخاري في الأدب المفرد برقم (594)، وحسنه الألباني، وقد ذُكِرَ أن أحد الحجاج عاد إلى أهله فلم يقدِّم لهم شيئًا؛ فغضب واحد منهم وأنشد شعراً:

     

    كأن الحجيج الآن لم يقربوا منى         ولم يحمـلوا منها سواكًا ولا نعلاً

    أتونا فما جادوا بعود أراكــة          ولا وضعوا في كف طفل لنا نقلاً

     

    ومن أجمل الهدايا ماء زمزم لأنها مباركة قال صلى الله عليه وسلم: ((إنها مباركة، إنها طعام طعم)) رواه مسلم برقم (2473).

     

    ولابن عثيمين رحمه الله كلام نفيس في آداب سفر الحج يجدر الإشارة إليه في ختام هذه الآداب حيث يقول رحمه الله:

     

    "آداب سفر الحج تنقسم إلى قسمين:

     

    آداب واجبة، وآداب مستحبة.

     

    فأما الآداب الواجبة: فهي أن يقوم الإنسان بواجبات الحج وأركانه، وأن يتجنب محظورات الإحرام الخاصة، والمحظورات العامة، الممنوعة في الإحرام، وفي غير الإحرام؛ لقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (سورة البقرة :197).

    وأما الآداب المستحبة في سفر الحج: أن يقوم الإنسان بكل ما ينبغي له أن يقوم به من الكرم بالنفس والمال والجاه، وخدمة إخوانه، وتحمل أذاهم، والكف عن مساوئهم، والإحسان إليهم سواء كان ذلك بعد تلبسه الإحرام، أو قبل تلبسه بالإحرام؛ لأن هذه الآداب عالية فاضلة، تطلب من كل مؤمن في كل زمان ومكان، وكذلك الآداب المستحبة في نفس فعل العبادة كأن يأتي الإنسان بالحج على الوجه الأكمل، فيحرص على تكميله بالآداب القولية والفعلية"

      2 

     أيها الحاج: هذه بعض الآداب موجزة مختصرة، اخترنا منها ما يناسب المقام، وانتقيناها من كتب أهل العلم بتصرف يسير لا ندعي استيفاءها، فلتصحبك في سفرك إلى الحج، ولا تتوانَ في الإتيان بها، والله يرعاك.

      3 

    رافقتك السلامة، وصاحبتك الرعاية.

     

    موقع مناسك

     

    1 المنهاج للمعتمر والحاج لسعود بن إبراهيم الشريم ص124.

    2 فتاوى ابن عثيمين (21/16).

    3 تم انتقاء هذه المادة من كتاب مناسك ابن باز (11-15)، ودليل الحاج والمعتمر للشيخ / طلال العقيل ، ص 8, 9 وكذا كلام الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع" (4/264- 287) وقد عدها اثنين وستين أدباً أكتفينا بذكر بعضها، ومن أراد التوسع فعليه بمراجعة كلامه رحمه الله.


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()