بتـــــاريخ : 10/26/2010 5:19:05 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 947 0


    صراع بداخلي

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : الجوهرة السلولي | المصدر : j-alslouli.com

    كلمات مفتاحية  :

    وجه كان و لا يزال ينتزع علي خلوتي وعينان لا تزالان تحدقان بي وكأني قد جئت من المجهول أو كأنها من كون أخر جاءت
    وكأن بي ما ليس في باقي البشر او كأنها تبصر وتستطلع الغيب من خلال ملامحي .
    خدشت نظراتها حيائي وهتكت ستر وجهي وغارت بل تغورت في عمق ذاتي حتى بعثرت ماتبقى مني كإنسان .
    تفرست بي حتى كشفت لي من نفسي ما لا اعرفه ,وصرعت تحفظي وقتلت أسراري التي ماكنت حتى اعرفها .
    وجه ألفته حتى بات أقرب إلي من وجهي وعينان صرت أرى الحياة بها .
    وشيئا فشيئا صار هذا الوجه يستعمرني كلي وينشيء بداخلي دولة تداربيد ليست يدي و تفكر بعقل ليس عقلي .
    قد يقال هو جان إذاً. نعم هو جان ولكنها من بني البشر .
    صار الجسد ملكها وهي الآن على بوابة الروح تحاصر قلعتها تدكها بجيش كونته من مجانيق الغدر ومرتزقة من التسفل والخيانة.
    أني اقاوم واعتمد في ذلك على المجاهدين الذين ترعرعوا معي مذ عرفت الدنيا إيمان ويقين ومشاعر خير ترقى بي حين تحاول أن تجرني هي إلى الأسفل.
    إنها معركة غير رابحة أدري, واعرف اني سأهزم ,وهل سمعتم في هذا الزمن الذي نحن فيه أن خيرا قد انتصر على شر ؟
    أدري أن المجانيق التي نصبتها ترشق الروح بلهب الغدر وأن جيش الخيانة يحيط بي, ولكني سأقاوم حتى الموت وإن كانت قد سلبت مني جسدي فلن تسلب مني روحي لأنها ملكي والله من وهبني إياها وهو فقط من يستطيع ان يسلبها مني وهي أيضا بعض حريتي التي قتل بعضها الآخر مع جسدي.
    صراع ينهيني يقتلني بموت بطيء ولكنها ميتة فيها بعض الكرامة فيها أحتفظ بي أنا حتى وإن مات الجسد سأبقى ,وهل الجسد إلا قفص للروح ؟وهل الأرواح إلا خلاصة البشر العائد لخالقه حين تنفض عنها غبار الأجساد وتحلق نحو الخالق؟
    تبا للخيانة ما أحقرها وما أقدرها على أن تفسد الأجواء وتخنق الأنفاس وتذهب بكل ما هو جميل في النفس تبا للخائنين الذين يغدرون حين الغفلة, فيقتلون الجمال ويشوهون الحياة ويشعلون الذاكرة بهم بغدرهم ذكرى لا تموت وإن مات كل شيء حتى يتلظى الجسد وتحترق الروح .
    قد يندمل الجرح ولكن الذكرى لاتزال لابثة كأكواب حجام إلا انها لا تمتص إلا الروح ولا تقتل إلا الثقة بكل شيء وهي لاتشفي بل تنهي وتجهز على الفرح كلما أراد ان يخترق تربة النفس التي أجدبت .
    هذا ما تخلفه خيانة إنسان لإنسان فكيف بمن يخون الأوطان و الشعوب؟

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()