بتـــــاريخ : 10/15/2010 5:01:36 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1536 0


    العبقرية الإسرائيلية

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محمد سلماوي | المصدر : www.almasryalyoum.com

    كلمات مفتاحية  :
    العبقرية الاسرائيلية مقالات اراء

    محمد سلماوي


    أؤيد تماماً موقف إسرائيل من المفاوضات، خاصة وزارة خارجيتها التى يتولاها الوزير العنصرى المتطرف أفيجدور ليبرمان، فقد حمّلت الولايات المتحدة مسؤولية وقف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين بسبب إصرار واشنطن غير المفهوم على تجميد الاستيطان فى الأراضى المحتلة. وقالت صحيفة «معاريف» التى كشفت عن أن وزارة الخارجية أعدت فى ذلك وثيقة سرية ترى أن إصرار واشنطن على تجميد بناء المستوطنات هو تبنٍ لموقف الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وأن ذلك شجعه على التمادى فى هذا الموقف المتعنت الذى أوصل المفاوضات إلى طريق مسدود.

    وهكذا انكشف السر وظهر المتسبب الحقيقى فى انهيار المفاوضات، وهو بالتأكيد ليس إسرائيل كما يدعى العرب وبقية العالم بإصرارها على الاستمرار فى بناء المستوطنات اليهودية فى الأراضى التى يتم التفاوض بشأنها، وإنما هو الولايات المتحدة.

    وبالمناسبة لست أعرف لماذا نطلق نحن العرب على ما يبنيه اليهود فى أراضى الفلسطينيين كلمة «مستوطنات» بينما هى فى الحقيقة «مستعمرات» لأنها تقام على أرض مستعمرة وليست ملكاً لإسرائيل، والكلمة المستخدمة فى الفرنسية مثلاً للدلالة على تلك المواقع هى Colonies أى مستعمرات، بينما فضلنا نحن العرب وجهة النظر الإسرائيلية التى تبنتها الولايات المتحدة فالتزمت بتسميتها منذ البداية Settlements أى «مستوطنات»!!

    التزاماً بهذا التأييد العربى لإسرائيل ووجهة نظرها، واتباعاً للخط الأمريكى الذى لا يجب أن نحيد عنه، فالولايات المتحدة هى حليفنا الاستراتيجى، فإننا نرى أن وجهة النظر الإسرائيلية فى أسباب انهيار المفاوضات المباشرة التى عبرت عنها الوثيقة السرية للخارجية الإسرائيلية، هى وجهة النظر الصائبة، فاللوم فى هذا لا يقع إطلاقاً على إسرائيل، فهى لم تفعل شيئاً سوى أنها استمرت فى بناء مستعمرات - أقصد مستوطنات -

    كما اعتادت طوال أكثر من 40 سنة الآن، دون أن تغير موقفها، بينما الولايات المتحدة هى التى غيرت موقفها وأصرت على تجميد هذا البناء، ليس إلى الأبد طبعاً، وإنما فقط خلال استمرار المفاوضات، وهو نفس الموقف المتعنت الذى يتخذه محمود عباس والسلطة الفلسطينية، الذى للأسف أصبح يمثل أيضاً موقف غالبية دول العالم.

    لقد انحازت الولايات المتحدة فى موقفها هذا إلى وجهة النظر الفلسطينية فتسببت فى وصول المفاوضات إلى الطريق المسدود الذى انتهت إليه، وكان عليها أن تنحاز - كما تعودنا منها دائماً - إلى وجهة النظر الإسرائيلية التى ترى أن يستمر بناء المستعمرات - أقصد المستوطنات - وتستمر أيضاً المفاوضات.

    تلك هى عبقرية الموقف الإسرائيلى التى يبدو أنها غابت عن البيت الأبيض، فهى بهذا الموقف وضعت يدها على الحل الأكيد، بل والنهائى للمشكلة، فليس صحيحاً أن إسرائيل تريد للمفاوضات أن تستمر إلى الأبد، كما يدعى الفلسطينيون والعرب، وإنما هى ترى أنه سيأتى الوقت المناسب كى تؤتى المفاوضات ثمارها فتتوقف المفاوضات من تلقاء نفسها، وذلك لن يتحقق

    إلا عن طريق الاستمرار فى بناء المستعمرات - أقصد المستوطنات - التى عما قريب ستملأ أراضى الضفة الغربية فلا تعود هناك أرض يتم التفاوض عليها، وهكذا تنتهى المشكلة ولا تعود هناك حاجة للمفاوضات.. أليس هناك على الجانب العربى من يعى ذلك فيدعو لتبنى وجهة النظر التى عبر عنها وزير خارجية إسرائيل المتطرف العنصرى فى وثيقته السرية؟!

     

    كلمات مفتاحية  :
    العبقرية الاسرائيلية مقالات اراء

    تعليقات الزوار ()